اسحاق فبعث رسول الله A زيد بن حارثة فلقيهم على ماء يقال له القردة فأصاب تلك العير وما فيها وأعجزه الرجال فقدم بها على رسول الله A فقال في ذلك حسان بن ثابت ... دعوا فلجات الشام قد حال دونها ... جلاد كافواه المخاض الأوارك ... بأيدي رجال هاجروا نحو ربهم ... وأنصاره حقا وأيدي الملائك ... اذا سلكت للغور من بطن عالج ... فقولا لها ليس الطريق هنالك ... .
قال ابن هشام وهذه القصيدة في أبيات لحسان وقد أجابه فيها أبو سفيان بن الحارث وقال الواقدي كان خروج زيد بن حارثة في هذه السرية مستهل جمادى الأولى علىرأس ثمانية وعشرين شهرا من الهجرة وكان رئيس هذه العير صفوان بن أمية وكان سبب بعثه زيد بن حارثة أن نعيم ابن مسعود قدم المدينة ومعه خبر هذه العير وهو على دين قومه واجتمع بكنانة بن أبي الحقيق في بني النضير ومعهم سليط بن النعمان من أسلم فشربوا وكان ذلك قبل أن تحرم الخمر فتحدث بقضية العير نعيم بن مسعود وخروج صفوان بن أمية فيها وما معه من الأموال فخرج سليط من ساعته فأعلم رسول الله A فبعث من وقته زيد بن حارثة فلقوهم فأخذوا الأموال وأعجزهم الرجال وإنما أسروا رجلا أو رجلين وقدموا بالعير فخمسها رسول الله A فبلغ خمسها عشرين ألفا وقسم أربعة أخماسها على السرية وكان فيمن أسر الدليل فرات بن حيان فأسلم Bه قال ابن جرير وزعم الواقدي أن في ربيع من هذه السنة تزوج عثمان بن عفان أم كلثوم بنت رسول الله A وادخلت عليه في جمادى الآخرة منها .
مقتل كعب بن الأشرف .
وكان من بني طيء ثم أحد بني نبهان ولكن أمه من بني النضير هكذا ذكره ابن اسحاق قبل جلاء بني النضير وذكره البخاري والبيهقي بعد قصة بني النضير والصحيح ما ذكره ابن اسحاق كما سيأتي فأن بني النضير انما كان أمرها بعد وقعة أحد وفي محاصرتهم حرمت الخمر كما سنبينه بطريقه ان شاء الله قال البخاري في صحيحه قتل كعب بن الأشرف حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله A من لكعب بن الاشرف فأنه قد آذى الله ورسوله فقام محمد بن مسلمة فقال يا رسول الله أتحب أن أقتله قال نعم قال فأذن لي أن أقول شيئا قال قل فأتاه محمد بن مسلمة فقال ان هذا الرجل قد سألنا صدقة وانه قد عنانا واني قد أتيتك أستسلفك قال وأيضا والله لتملنه قال إنا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى ننظر الى أي شيء يصير شأنه وقد أردنا أن تسلفنا قال نعم ارهنوني قلت أي شيء تريد قال ارهنوني