وجعل يدعو قومه الى الاسلام قال ونزل في ذلك قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا اليكم ايديهم عنكم الآية قال البيهقي وسيأتي في غزوة ذات الرقاع قصة تشبه هذه فلعلهما قصتان قلت ان كانت هذه محفوظة فهي غيرها قطعا لأن ذلك الرجل اسم غورث بن الحارث أيضا لم يسلم بل استمر على دينه ولم يكن عاهد النبي A أن لا يقاتله والله أعلم .
غزوة الفرع من بحران .
قال ابن اسحاق فأقام بالمدينة ربيعا الأول كله أو الا قليلا منه ثم غدا يريد قريشا قال ابن هشام واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم قال ابن اسحاق حتى بلغ بحران وهو معدن بالحجاز من ناحية الفرع وقال الواقدي انما كانت غيبته عليه السلام عن المدينة عشرة أيام فالله أعلم .
خبر يهود بني قينقاع في المدينة .
وقد زعم الواقدي انها كانت في يوم السبت النصف من شوال سنة ثنتين من الهجرة فالله أعلم وهم المرادون بقوله تعالى كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم قال ابن اسحاق وقد كان فيما بين ذلك من غزو رسول الله A أمر بني قينقاع قال وكان من حديثهم ان رسول الله A جمعهم في سوقهم ثم قال يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلموا فانكم قد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله اليكم فقالوا يا محمد انك ترى انا قومك لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة أما والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس قال ابن اسحاق فحدثني مولى لزيد بن ثابت عن سعيد بن جبير وعن عكرمة عن ابن عباس قال ما نزلت هؤلاء الآيات الا فيهم قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد قد كان لكم آية في فئتين التقتا يعني أصحاب بدر من أصحاب رسول الله A وقريش فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء ان في ذلك لعبرة لأولي الأبصار قال ابن اسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ان بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا العهد وحاربوا فيما بين بدر وأحد قال ابن هشام فذكر عبد الله بن جعفر [ بن عبد الرحمن ] بن المسور بن مخرمة عن أبي عون قال كان أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بحلب لها فباعته بسوق بني قينقاع وجلست الى صائغ هناك منهم فجعلوا