فلا تبكي على بكر ولكن ... على بدر تقاصرت الجدود ... على بدر سراة بني هصيص ... ومخزوم ورهط أبي الوليد ... وبكى إن بكيت أبا عقيل ... وبكى حارثا أسد الاسود ... وبكيهم ولا تسمي جميعا ... وما لأبي حكيمة من نديد ... ألا قد ساد بعدهم رجال ... ولولا يوم بدر لم يسودوا ... بعث قريش الى رسول الله A فداء اسراهم .
قال ابن اسحاق وكان في الاسارى أبو وداعة بن ضبيرة السهمي فقال رسول الله A إن له بمكة ابنا كيسا تاجرا ذا مال وكأنكم به قد جاء في طلب فداء أبيه فلما قالت قريش لا تعجلوا بفداء أسراكم لا يأرب عليكم محمد وأصحابه قال المطلب بن أبي وداعة وهو الذي كان رسول الله A عني صدقتم لا تعجلوا وانسل من الليل وقدم المدينة فاخذ أباه باربعة آلاف درهم فانطلق به .
قلت وكان هذا أول أسير فدي ثم بعثت قريش في فداء أسراهم فقدم مكرز بن حفص بن الاخيف في فداء سهيل بن عمرو وكان الذي أسراه مالك بن الدخشم أخو بني سالم بن عوف فقال في ذلك ... أسرت سهيلا فلا ابتغي ... أسيرا به من جميع الأمم ... وخندف تعلم أن الفتى ... فتاها سهيل إذا يظلم ... ضربت بذي الشفر حتى انثنى ... وأكرهت نفسي على ذي العلم ... .
قال ابن اسحاق وكان سهيل رجلا أعلم من شفته السفلى قال ابن اسحاق وحدثني محمد بن عمرو بن عطاء أخو بني عامر بن لؤي أن عمر بن الخطاب قال لرسول الله A دعنى أنزع ثنية سهيل بن عمر ويدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبدا فقال رسول الله A لا أمثل به فيمثل الله بي وإن كنت نبيا .
قلت وهذا حديث مرسل بل معضل قال ابن اسحاق وقد بلغني أن رسول الله A قال لعمر في هذا إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه قلت وهذا هو المقام الذي قامه سهيل بمكة حين مات رسول الله A وارتد من ارتد من العرب ونجم النفاق بالمدينة وغيرها فقام بمكة فخطب الناس وثبتهم على الدين الحنيف كما سيأتي في موضعه .
قال ابن اسحاق فلما قاولهم فيه مكرز وانتهى إلى رضائهم قالوا هات الذي لنا قال اجعلوا رجلي مكان رجله وخلوا سبيله حتى يبعث اليكم بفدائه فخلوا سبيل سهيل وحبسوا مكرزا عندهم وأنشد له ابن اسحاق في ذلك شعرا أنكره ابن هشام فالله أعلم قال ابن اسحاق وحدثني عبد الله بن أبي