وقد شوهدت الملائكة في بعض حروبه ففي الصحيحين عن ابن عباس قال بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة سوط فوقه وصوت الفارس يقول أقدم حيزوم فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا قد حطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط فأحضر ذلك أجمع فجاء الأنصاري فحدث ذلك رسول الله فقال صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة وذلك يوم بدر .
وفي الصحيحين وغيرهما عن سعد بن أبي وقاص قال رأيت رسول الله يوم أحد عن يمين النبي وعن يساره رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان عن رسول الله أشد القتال ما رأيتهما قبل ذلك اليوم ولا بعده يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام .
وفي البخاري عن أنس قال كأني أنظر إلى الغبار ساطعا في زقاق بني غنم موكب جبريل عليه السلام حين سار رسول الله إلى بني قريظة .
ومن دلائل نبوته ما في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة قال قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم قيل نعم قال واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته فما جاءهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه فقيل له مالك قال إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة .
وفي الصحيحين وغيرهما من حديث البراء بن عازب في قصة هجرته عن ابي بكر قال واتبعنا سراقة بن مالك بن جعشم ونحن في جدد من الأرض فقلت يا رسول الله أتينا فقال لا تحزن إن الله معنا فدعا عليه رسول الله فارتطمت فرسه إلى بطنها فقال قد علمت أنكما دعوتما علي فادعوا لي والله لكما أن أرد عنكما الطلب فدعا الله فنجا الحديث