كما ذلك معلوم لكل أحد بل الذي انتشرت شريعته وبلغت سيوف أمته إلى هذا المقدار هو نبينا .
وهكذا قوله ويسجد له ملوك الفرس فإنه لم يفتح الفرس ويستعبد أهلها ويضرب عليهم الجزية إلا أمة نبينا وهكذا قوله وتدين له الأمم بالطاعة والانقياد فإنها لم تدن الأمم كلها لغيره وهكذا قوله ويصلى عليه ويبارك في كل حين فإن هذا يختص بنبينا لاستمرار ذلك له في كل وقت ووقوع الأمر القرآني به ولم يكن ذلك لغيره من الأنبياء ومن البشارات ما ذكره أشعيا في كتاب نبوته من التبشير براكب الحمار وراكب الجمل ولا شك أن راكب الحمار هو المسيح وراكب الجمل هو نبينا .
وفي نبوة أشعيا أيضا قوله إني جعلت أمرك يا محمد يا قدوس الرب اسمك موجود من الأبد انتهى .
وهذا تصريح باسم نبينا ومثل هذا قول حبقوق النبي في كتاب نبوته أضاءت السماء من بهاء محمد وامتلأت الأرض من شعاع منظره وكذا قوله في موضع آخر من كتاب نبوته وتنزع في مسيك إعراقا ونزعا وترتوي السهام بأمرك يا محمد ارتواء فإن هذا تصريح أوضح من الشمس وأن الله يظهركم عليكم وباعث فيهم نبيا وينزل عليهم كتابا ويملكهم رقابكم فيقهرونكم ويذلونكم بالحق ويخرج رجال بني قيذار في جماعات الشعوب معهم ملائكة على خيل بيض انتهى .
ففي هذا التصريح ببعثة نبينا وقهر أمته للأمم فإن قيذار هو ابن إسماعيل بن إبراهيم بلا خلاف ولم يبعث الله فيهم نبيا إلا نبينا