@ 446 @ ( ^ أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ( 76 ) ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب ( 77 ) وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا ) * * * * آتيهم عذاب غير مردود ) أي : غير مصروف عنهم . .
قوله : ( ^ لما جاءت رسلنا لوطا ) هؤلاء الرسل هم الذين كانوا عند إبراهيم جاءوا لوطا على صورة غلمان مرد ، حسن وجوههم ، نظيف ثيابهم ، طيب [ روائحهم ] . .
وفي القصة : أنهم لقوا لوطا وهو يحتطب واستضافوه ، فحمل الحطب وتبعه الملائكة ، فمر معهم على جماعة من قومه فغمزوا فيما بينهم ، فقال لوط لهم : إن قومي شر خلق الله ، ثم إنه مر معهم على قوم آخرين منهم ، فغمزوا - أيضا - فيما بينهم ، فقال لوط - ثانيا - : إن قومي شر خلق الله تعالى ، ثم إنه مر معهم على قوم آخرين ، فتغامزوا فيما بينهم - أيضا - فقال لوط - ثالثا - : إن قومي شر خلق الله ، وكان الله تعالى قال لجبريل : لا تهلكهم حتى يشهد لوط عليهم ثلاث مرات ، فكان كلما قال لوط هذا القول قال جبريل للملائكة الذين معه : اشهدوا . .
وقوله : ( ^ سيء بهم ) معناه : ساءه مجيئهم . وقوله : ( ^ وضاق بهم ذرعا ) يقال : ضاق ذرعاً فلان بكذا إذا وقع في مكروه لا يطيق الخلاص عنه . .
ومعنى الآية هاهنا : أنه ضاق ذرعا في حفظهم ومنع القول منهم . .
قوله تعالى ( ^ وقال هذا يوم عصيب ) أي : شديد . قال الشاعر : .
( فإنك إن لم ترض بكر بن وائل % يكن لك يوم بالعراق عصيب ) .
أي : شديد . وقال آخر : .
( يوم عصيب يعصب الأبطالا % عصب القوى السلم الطوالا ) .
قوله تعالى : ( ^ وجاءه قومه يهرعون إليه ) الآية ، يهرعون إليه معناه : يسرعون ويهرولون ؛ وقد بينا أن لوطا قد مر معهم بهم . وفي رواية أخرى : أن الملائكة جاءوا إلى بيت لوط - عليه السلام - وكان لوط في داره ، فذهبت امرأته السوء الكافرة إلى قومه وأخبرتهم مجيء هؤلاء فلما سمعوا جاءوا لقصد الفاحشة .