@ 437 @ .
( ^ تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ ( 57 ) ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ ( 58 ) وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد ( 59 ) وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا ) * * * * .
قوله تعالى : ( ^ فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ) معناه : فإن أعرضوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم . وقوله : ( ^ ويستخلف ربي قوما غيركم ) معناه : إن أعرضتم يهلككم ويستخلف قوما غيركم هم أطوع لله منكم . وقوله ( ^ ولا تضرونه شيئا ) يعني : ولا تنقصونه شيئا . وقوله : ( ^ إن ربي على كل شيء حفيظ ) أي : حافظ لأمور خلقه على ما دبر وقدر . .
قوله تعالى ( ^ ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه ) الآية . قوله : ( ^ أمرنا ) أي : عذابنا ، ( ^ نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ) أي : بما هديناهم وبيناهم طريق الهدى حتى آمنوا . وقوله : ( ^ ونجيناهم من عذاب غليظ ) العذاب الغليظ : هو العذاب الذي أهلك به عادا وقومه وهو الريح العقيم ، فكانت الريح تدخل في مناخرهم وأفواههم ، وتخرج من أدبارهم فتقطعهم تقطيعا أي : قطعة قطعة . .
وقوله تعالى : ( ^ وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم ) معناه : أنكروا آيات ربهم . وقوله : ( ^ وعصوا رسله ) أي : بالتكذيب . وقوله : ( ^ واتبعوا أمر كل جبار عنيد ) قيل : الجبار هو الذي يقتل على الغضب ، والعنيد هم هو المعاند . قال الشاعر : .
( إني لشيخ لا أطيق العندا % ولا أطيق البكرات الشردا ) .
قوله تعالى : ( ^ وأتبعوا في هذه الدنيا لعنه ) اللعنة : هي الإبعاد عن الرحمة . قال أهل العلم : ولا يجوز لعن البهائم ؛ لأنها غير مستحقة للبعد من رحمة الله . وقد ثبت ' أن رجلا لعن بعيره في سفره فأمره النبي أن ينزل عنه ويخليه وقال : لا يصحبنا ملعون ' . وهذا على طريق الزجر والردع للاعن . وقوله : ( ^ ويوم القيامة ألا إن عادا