@ 428 @ .
( ^ ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ( 38 ) فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب ) * * * * عمل السفينة في أربعمائة سنة . ذكر في بعض التفاسير ، والمعروف الأول . .
وقوله : ( ^ وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه ) قال أهل التفسير : كانوا إذا مروا عليه قالوا : إن هذا الذي كان يزعم أنه نبي قد صار نجارا . .
وروي أنهم كانوا يقولون له : يا نوح ، ما تصنع ؟ فيقول : أصنع بيتا يمشي على الماء ، فيضحكون ويتعجبون منه . .
وفي بعض التفاسير عن ابن عباس : أنهم لم يكونوا رأوا بحرا قط ولا سفينة ، وإنما البحار الآن من بقايا الطوفان . .
وقوله : ( ^ قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ) فإن قيل : كيف يجوز أن يسخر نبي من الأنبياء من قومه ؟ .
الجواب : إن هذا على وجه ازدواج الكلام ، ومعناه : إن تستجهلوني فإني أستجهلكم إذا نزل العذاب . وقيل معناه : إن تسخروا مني فسترون عاقبة سخريتكم . .
قوله تعالى : ( ^ فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ) هذا متصل بقوله : ( ^ فسوف تعلمون ) ومعناه : فسوف تعلمون أينا ( ^ يأتيه عذاب يخزيه ) وقيل : فسوف تعلمون الذي يأتيه عذاب يخزيه ، هذا ومعنى قوله : ' يخزيه ' : يهلكه ، وقيل : يذله . وقوله ( ^ ويحل عليه عذاب مقيم ) معناه : ينزل عليه عذاب دائم ، وهو الغرق . .
قوله تعالى : ( ^ حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور ) اختلفوا في التنور على أقوال : الأكثرون على أنه تنور الخابزة ، هذا قول ابن عباس ، ومجاهد ، وجماعة . .
وعن عكرمة قال : هو وجه الأرض . وحكي هذا عن ابن عباس أيضا . وقالوا : كأن الله تعالى جعل بينه وبين نوح علامة ، وقال : إذا رأيت الماء قد فار على وجه الأرض فاركب السفينة .