@ 426 @ .
( ^ الصادقين ( 32 ) قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين ( 33 ) ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون ( 34 ) أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون ( 35 ) ) * * * * .
والفرق بين المراء والمجادلة : أن المرء مذموم ؛ لأنه خصومة بعد ظهور الحق ، والجدال غير مذموم ، اللهم إلا أن يبالغ فيه من غير قصد طلب الحق . .
وقوله تعالى : ( ^ فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) هذا دليل على أنه كان وعدهم العذاب إن لم يؤمنوا . .
قوله تعالى : ( ^ قال إنما يأتيكم به الله إن شاء ) يعني : بالعذاب . وقوله : ( ^ وما أنتم بمعجزين ) أي : بفائتين ولا هاربين . .
قوله تعالى : ( ^ ولا ينفعكم نصحي ) والنصح : إخلاص العمل عن الفساد . وقيل : إنه بيان موضع الغي ليجتنب ، وبيان موضع الرشد ليطلب . وقوله : ( ^ إن أردت أن أنصح لكم ) أراد موافقة لأمر الله . وقوله : ( ^ إن كان الله يريد أن يغويكم ) أكثر المفسرين على أن معناه : يضلكم . وقيل : يخلق الغي في قلوبكم ، والغي ضد الرشد . وذكر محمد بن جرير الطبري أن معنى قوله : ( ^ يغويكم ) : يهلككم . ولم يرض ابن الأنباري هذا من حيث اللغة ، وقال : لا يستقيم في اللغة أن يذكر الإغواء بمعنى الإهلاك . وقال بعضهم : يخيبكم من رحمته . .
وقوله : ( ^ هو ربكم وإليه ترجعون ) ظاهر المعنى ، وفي الآية رد على القدرية . .
قوله تعالى : ( ^ أم يقولون افتراه ) بل يقولون : افتراه أي : اختلقه . وقوله : ( ^ قل إن افتريته فعلي إجرامي ) قرئ في الشاذ : ' قعلي أجرامي ' بالفتح ، والأجرام : جمع الجرم ، والإجرام : هو كسب الذنب ، ومعنى الآية : فعلي وبال ذنبي وجرمي . وقوله : ( ^ وأنا برئ مما تجرمون ) يعني : أنا برئ مما تكتسبون من الذنب . .
قوله تعالى : ( ^ وأوحى إلى نوح ) روى الضحاك عن ابن عباس : أن قوم نوح كانوا يضربون نوحا حتى [ يسقط ] ، فيلقونه في لبد ويلقونه في بيته ويظنون أنه قد