@ 416 @ .
( ^ ( 8 ) ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور ( 9 ) ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور ( 10 ) إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ( 11 ) فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت ) * * * * .
وقوله : ( ^ ثم نزعناها منه ) يعني أخذناها منه ، قوله : ( ^ إنه ليئوس كفور ) أي : قنوط من رحمة الله تعالى ، كفور بنعمة الله . .
قوله تعالى : ( ^ ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني ) يعني : يقول الإنسان : ذهب السيئات عني باستحقاقي لذلك ، ولا يراه من الله تعالى . .
وقوله : ( ^ إنه لفرح فخور ) الفرح : لذة في القلب بنيل المشتهى ، والفخر : هو التطاول على الناس بتعديد المناقب ، وهو منهي عنه في القرآن في مواضغ كثيرة . .
وقوله : ( ^ إلا الذين صبروا ) قال الفراء والزجاج : هذا استثناء منقطع ، ومعناه . ولكن الذين صبروا ( ^ وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ) معناه ظاهر . .
قوله تعالى : ( ^ فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك ) قال أهل التفسير : سبب نزول الآية : أن الكفار لما قالوا : يا محمد ، أئت بقرآن غير هذا أو بدله ، يعنون : ائت بقرآن ليس فيه سب آلهتنا - على ما ذكرنا في سورة يونس - همّ النبي أن يدع سب آلهتهم ظاهرا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية : ( ^ فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك ) يعني : سب الآلهة ظاهرا ( ^ وضائق به صدرك ) يعني : ولعلك يضيق صدرك ( ^ أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك ) أي : هلاّ أنزل عليه كنز أوجاء معه ملك . وقوله : ( ^ إنما أنت نذير ) معناه : إن عليك الإنذار والإبلاغ ، وليس عليك أن تأتي بالآيات التي يقترحونها . .
وقوله ( ^ والله على كل شيء وكيل ) أي : حافظ . .
قوله تعالى : ( ^ أم يقولون افتراه ) معناه : بل يقولون : افتراه ، وافتراه : اختلقه ( ^ قل