@ 399 @ ( ^ الله لا يصلح عمل المفسدين ( 81 ) ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ( 82 ) فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين ( 83 ) وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ( 84 ) فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم ) * * * * .
وقوله تعالى : ( ^ ويحق الله الحق بكلماته ) معناه : يعلي الله الحق بآياته ( ^ ولو كره المجرمون ) . .
قوله تعالى : ( ^ فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه ) معناه : فما آمن لموسى إلا قليل في قومه ، واختلفوا في الذرية هاهنا ، قال بعضهم : إنهم قوم كانت آباؤهم في القبط وأمهاتهم من بني إسرائيل . وقال بعضهم : إنهم قوم نجوا من قتل فرعون ، فإن فرعون لما أمر بقتل أبناء بني إسرائيل كانت المرأة من بني إسرائيل إذا ولد لها ابن سلمته إلى امرأة قبطية ، وتقول : وهبته لك خوفا عليه من القتل ، فنشأ أولئك الأولاد عند القبط ، وأسلموا في ذلك اليوم ، يعني : يوم السحرة الذين غلبوا . وقوله : ( ^ على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم ) قال بعض أهل المعاني : في الآية حذف ؛ كأنه قال : على خوف من آل فرعون وملئهم ، وهذا مثل ( قوله ) : ( ^ واسأل القرية ) أي : أهل القرية . .
ومنهم من قال : لما ذكر فرعون دخل قومه معه كالرجل يقول : قدم الخليفة أو الأمير بكذا وكذا ، فضاقت المنازل على الناس ، معناه : قدم الخليفة ومن معه . .
ثم قال : ( ^ أن يفتنهم ) معناه : أن يعذبهم . وقوله : ( ^ وإن فرعون لعال في الأرض ) أي : لطاغ في الأرض ( ^ وإنه لمن المسرفين ) معلوم . .
قوله تعالى : ( ^ وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ) التوكل : هو الثقة بالله والاعتماد عليه في الأمور . وقوله : ( ^ إن كنتم