@ 386 @ .
( ^ كانوا لا يبصرون ( 43 ) إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون ( 44 ) ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين ) * * * * من البصر ، فإن الله تعالى قال في الصمم : ( ^ لو كانوا لا يعقلون ) ، وقال في العمى : ( ^ ولو كانوا لا يبصرون ) . .
قال ابن الأنباري : وهذا غلط ؛ لأن المراد من الآية عمى القلب لا عمى العين ، وكذلك صمم القلب لا صمم الأذن ؛ فعلى هذا لا يقع التفضيل . .
قال ابن الأنباري : ولأن حاسة البصر أفضل من حاسة السمع ، ألا ترى أن الجمال فيها أكثر ، والنقصان بفوتها أعظم ، وسماها الرسول كريمتى الإنسان ؛ فإنه قال : ' يقول الله تعالى : من أخذت كريمتيه فصبر واحتسب ، لم يكن له جزاء إلا الجنة ' . .
وإذا كان الرجل أعمى فإنه لا يبصر إقباله من إدباره ، ولا طريق غيه من طريق رشده ، ويكون أسيرا في نفسه ، ( ويتعطل ) عليه منافع عامة جوارحه . .
قوله تعالى : ( ^ إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار ) معنى الآية : تقريب وقت مماتهم من وقت بعثهم ، وهذا كقوله تعالى : ( ^ كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ) . وقوله : ( ^ يتعارفون بينهم ) يعني : يعرف بعضهم بعضا . وفي بعض