@ 376 @ .
( ^ فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون ( 23 ) إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت بها وظن أهلها أنهم قادرون عليها ) * * * * .
قوله تعالى : ( ^ ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون ) أي : نخبركم بما كنتم تعملون . .
قوله تعالى : ( ^ إنما مثل الحياة الدنيا ) معناه : إنما صفة الحياة الدنيا ( ^ كماء أنزلناه من السماء ) أي : من السحاب ( ^ فاختلط به نبات الأرض ) يعني : اختلط المطر بالنبات ، والنبات بالمطر ( ^ مما يأكل الناس والأنعام ) ظاهر المعنى ، وقوله : ( ^ حتى إذا أخذت الأرض زخرفها ) الزخرف : كمال الحسن ، والذهب زخرف ؛ لكماله في الحسن ، ومعنى الزخرف هاهنا : البهجة والنضرة . وقوله : ( ^ وازينت ) أي : تزينت ، وقالوا معناه : أنبتت وأثمرت وأينعت . .
وقوله : ( ^ وظن أهلها أنهم قادرون عليها ) معناه : وظن أهلها أنهم قادرون على جذاذها وقطافها وحصادها . وقوله : ( ^ أتاها أمرنا ليلا أو نهارا ) أي : عذابنا ليلا أو نهارا . وقوله : ( ^ فجعلناها حصيدا ) الحصيد : المحصود ، والمعنى ها هنا : هو الاستئصال بالعذاب . وقوله : ( ^ كأن لم تغن بالأمس ) قال مجاهد : معناه : كأن لم تعمر بالأمس . وقال غيره : كأن لم يكن قائما بالأمس ، يقال : غنى فلان بالمكان إذا قام فيه ، والمغاني هي المنازل ، قال لبيد : .
( ولقد سئمت من الحياة وطولها % وسؤال هذا الناس كيف لبيد ) .
( وغنيت سبتا قبل مجرى داحس % لو كان للنفس اللجوج خلود ) .
ومعنى غنيت : أقمت ، والسبت : الدهر هاهنا . .
قال قتادة : معنى الآية : هو أن المتشبث بالدنيا يأتيه أمر الله وعذابه أغفل ما يكون وأعجب بها . .
وقوله ( ^ كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ) ظاهر المعنى .