@ 373 @ .
( ^ إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون ( 19 ) ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين ( 20 ) وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل ) * * * * .
قوله تعالى : ( ^ ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه ) فإن قال قائل : أليس الرسول قد أتى بالآيات على زعمكم ؟ .
الجواب عنه : بلى ، ومعنى الآية : هلا أنزل عليه آية من ربه على ما نقترحه . .
( ^ فقل إنما الغيب لله ) يعني : علم الغيب لله ، إن شاء أتى بالآية التي تسألونها وإن شاء لم يأت ( ^ فانتظروا إني معكم من المنتظرين ) يعني : انتظروا الغيب إني معكم من المنتظرين . .
قوله تعالى : ( ^ وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم ) الذوق : تناول ماله طعم بفمه ليجد طعمه ، فأما الرحمة هاهنا فيها قولان : .
أحدهما : أنها العافية ، والآخر : أنها الخصب والنعمة . .
والضراء فيها قولان : .
أحدهما : أنها الشدة ، والآخر : أنها الجدب والقحط . .
( ^ مستهم ) أي : أصابتهم . وقوله تعالى : ( ^ إذا لهم مكر في آياتنا ) المكر : صرف الشيء عن وجهه بطريق الحيلة . قال مجاهد : ( ^ إذا لهم مكر في آياتنا ) أي : تكذيب واستهزاء . .
وقوله تعالى : ( ^ قل الله أسرع مكرا ) يعني : أشد أخذا . ويقال : معناه : إن ما يأتي من العذاب من قبله أسرع في إهلاككم مما يأتي منكم في دفع الحق وتكذيبه . .
وقوله : ( ^ إن رسلنا يكتبون ما تمكرون ) معناه معلوم . .
قوله تعالى : ( ^ هو الذي يسيركم في البر والبحر ) قرئت بقراءتين : ' يسيركم ' و ' ينشركم ' ، والمعروف : ' يسيركم ' ومعناه : تسهيل طريق السير عليكم في البر والبحر . وأما من قرأ : ' ينشركم ' معناه : يبثكم . وروي عن الضحاك أنه قال : البحر هو الأمصار ، والبر هو البوادي . وقوله تعالى : ( ^ حتى إذا كنتم في الفلك ) قال أهل