@ 314 @ .
( ^ اقعدوا مع القاعدين ( 46 ) لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين ( 47 ) لقد ) * * * * عدة أي : أهبة السفر من الزاد والراحلة وغيرهما ( ^ ولكن كره الله انبعاثهم ) معناه : خروجهم ( ^ فثبطهم ) معناه : فكسلهم وكفهم عن الخروج ( ^ وقيل اقعدوا مع القاعدين ) قال مقاتل بن سليمان : وحيا إلى قلوبهم . وقال غيره : قال بعضهم لبعض : اقعدوا مع القاعدين . .
قوله تعالى : ( ^ لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ) هذه الآية نزلت في شأن المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ، ومعنى قوله : ( ^ خبالا ) أي : فسادا وشرا ، ومعنى الفساد : هو إيقاع الجبن والفشل بين المؤمنين . .
وقوله ( ^ ولأوضعوا خلالكم ) الإيضاع : هو سرعة السير . قال الراجز شعر : .
( يا ليتني فيها جذع % أخب فيها وأضع ) .
قال الزجاج : معنى الآية : أسرعوا فيما يخل بكم . وقال غيره : أسرعوا بينكم بايقاع البغضاء والعداوة بالنميمة ، ونقل الحديث من بعض إلى بعض ، وعلى هذا قوله : ( ^ خلالكم ) : وسطكم ( ^ يبغونكم الفتنة ) يطلبون لكم الفتنة ، وفي الفتنة معنيان : أحدهما : أنها الشرك ، والآخر : أنها تفريق الكلمة . .
( ^ وفيكم سماعون لهم ) فيه قولان : .
أحدهما : أن فيكم جواسيس لهم ينقلون الحديث إليهم ، وسئل ابن عيينة : هل في القرآن ذكر للجواسيس ؟ قال : نعم . وذكر هذه الآية . .
والقول الثاني : ( ^ وفيكم سماعون لهم ) قائلون لهم أي : يقبل ما يقولون ، ومنه ما ورد في الصلاة : ' سمع الله لمن حمده ' قبل الله لمن حمده . وعن أبي عبيدة : وفيكم سماعون لهم : مطيعون لهم . والمعنى قريب من القول الثاني .