@ 299 @ .
( ^ في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ( 25 ) ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذاب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ) * * * * كان آخذا برأس بغلة النبي يوم حنين ، والنبي يقول : أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد الله بن عبد المطلب ' ، ثم إن العباس - رضي الله عنه - نادى المسلمين بأمر رسول الله - وكان رجلا صيتا - فجعل ينادي يا أصحاب سورة البقرة ، يا أنصار الله وأنصار رسول الله ، يا أصحاب الشجرة ، هذا رسول الله ، فرجعوا وقاتلوا ووقعت الهزيمة على الكفار . . . القصة إلى آخرها ' فهذا معنى قوله : ( ^ ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا ) يعني : أن الظفر ليس بالكثرة ، بل بنصرة الله تعالى . .
قوله تعالى : ( ^ وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ) قال الفراء : الباء هاهنا بمعنى ' في ' معناه : في رحبها وسعتها . وقيل المعنى : برحبها وسعتها . .
قوله تعالى : ( ^ ثم وليتم مدبرين ) أي : متفرقين ، أي : منهزمين . .
قوله تعالى : ( ^ ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) الآية . السكينة : الرحمة . وقيل : السكينة : الآمنة ، وهي فعيلة من السكون ، وهاهنا هي بمعنى النصر ، قال الشاعر : .
( لله قبر بالبسيطة غالها % ماذا أجن سكينة ووقارا ) .
قوله تعالى : ( ^ وأنزل جنودا لم تروها ) يعني : الملائكة ، ونزلت لا للقتال ، ولكن لتجبين الكفار وتشجيع المسلمين ، فإن المروي أن الملائكة لم تقاتل إلا في يوم بدر .