@ 288 @ .
( ^ كفروا بعذاب أليم ( 3 ) إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين ( 4 ) فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم ) * * * * أيضا . ( ^ إلا الذين عاهدتم من المشركين ) وقع الاستثناء على قوم من بني ضمرة أمر الله رسوله أن يتم إليهم عهدهم إلى مدتهم ، وكان قد بقي من مدتهم تسعة أشهر ؛ والسبب في الإتمام : أنهم لم ينقضوا العهد ، وهذا معنى قوله تعالى : ( ^ ثم لم ينقصوكم شيئا ) ، وقرأ عطاء بن يسار : ' ثم لم ينقضوكم شيئا ' بالضاد المعجمة . .
قوله تعالى : ( ^ ولم يظاهروا عليكم أحدا ) ومعناه : ولم يعاونوا عليكم أحدا ( ^ فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين ) يعني : المتقين عن نقض العهد . وروى عن الحسن البصري - رحمه الله - أنه قال : المتقي : من يدع مالا بأس به حذرا مما به بأس . .
قوله تعالى : ( ^ فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين ) روي في التفاسير ' أن النبي أجل المشركين الذين كان بينهم وبين النبي عهد أربعة أشهر ، وأجل الذين لم يكن بين رسول الله وبينهم عهد باقي ذي الحجة والمحرم وهو خمسون ليلة ' فهذا معنى الآية . .
فإن قيل : قال تعالى : ( ^ فإذا انسلخ الأشهر الحرم ) وما ذكرتم بعض الأشهر الحرم . .
قلنا : هذا القدر كان متصلا بما مضى ؛ فأطلق عليه اسم الجميع ، ومعناه : هو مضى المدة المعروفة التي تقع بعد انسلاخ الأشهر الحرم . .
قوله تعالى : ( ^ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) معناه معلوم . .
قوله ( ^ وخذوهم ) ظاهر . أي : خذوهم أسرا ؛ والعرب تسمي الأسير أخيذا ، وفي المثل : أكذب من أخيذ . .
قوله تعالى : ( ^ واحصروهم ) يعني : واحبسوهم ، يعني : حولوا بينهم وبين