@ 281 @ .
( ^ ( 69 ) يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم ( 70 ) وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم ( 71 ) إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ) * * * * .
وروي أنه لما نزلت الآية الأولى كف أصحاب رسول الله أيديهم عما أخذوا من الفداء ، فأنزل الله تعالى هذه الآية إلى آخرها . .
قوله تعالى : ( ^ يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى ) نزلت هذه الآية في العباس بن عبد المطلب ، فإنه أسر يوم بدر ، وكانت معه عشرون أوقية من الذهب فأخذت منه ، ثم قال له النبي : ' افد نفسك وابني أخيك - يعني عقيلا ونوفلا - فقال : مالي شيء ، وقد أخذتم ما كان معي ، قال : أين المال الذي دفعته إلى أم الفضل وقلت : إن أصبت في هذا الوجه فلعبد الله كذا ، وللفضل كذا ، ولقثم كذا ؟ فقال : والله ما كان معنا أحد ، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ؛ ثم إنه فادى نفسه وابني أخيه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية إلى آخرها ' . .
قوله تعالى : ( ^ إن يعلم الله في قلوبكم خيرا ) معناه : إن يعلم في قلوبكم إيمانا . .
قوله تعالى : ( ^ يؤتكم خير مما أخذ منكم ) قال العباس : فقد آتاني الله خيرا مما أخذ مني ، وكان له عشرون عبدا يتجر كل عبد في عشرين ألف درهم . .
وقوله : ( ^ ويغفر لكم والله غفور رحيم ) قال العباس : وأنا أرجو من الله المغفرة . .
قوله تعالى : ( ^ وإن يريدوا خيانتك ) الخيانة : ضد الأمانة ؛ ومعناه : إن أرادوا أن يكفروا بك ( ^ فقد خانوا الله من قبل ) أي : قد كفروا بالله من قبل . .
قوله : ( ^ فأمكن منهم ) يعني : مكن منهم ( ^ والله عليم حكيم ) . .
قوله تعالى : ( ^ إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ) الآية ، الهجرة : هي الخروج من الوطن إلى غيره ، وقد كانت فرضا في ابتداء