@ 254 @ ( ^ فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ( 16 ) فلم تقتلوهم ولكن الله ) * * * * .
وهذا مروي عن أبي سعيد الخدري - من الصحابة - ويشهد لذلك : قول عمر - رضي الله عنه - أنه قال : لما أصاب المسلمين يوم الجسر ما أصابهم وصبروا حتى قتلوا ، قال عمر : هلا رجعوا إليّ وكان إذا بعث جيشا بعد ذلك يقول : أنا فئة لكل مسلم . .
ويدل عليه ما روي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال : ' غزونا غزو فحصنا حيصة ، فقلنا : يا رسول الله ، نحن الفرارون ؟ فقال لا ؛ بل أنتم العكارون ، وأنا فئتكم ' . .
وفي الآية قول آخر - وهو المذهب اليوم وعليه عامة الفقهاء - أنه إن كان الكفار أكثر من مثليهم جاز الفرار من الزحف ؛ لقوله : ( ^ الآن خفف الله عنكم ) ولقوله : ( ^ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) ولو صبروا جاز ، اللهم أن يعلموا قطعا أنه لا يمكنهم مقاومتهم ، فحينئذ لا يجوز الصبر ؛ لأنه يكون إلقاء لنفسه في التهلكة ، وإن كان الكفار مثلي المسلمين أو دون المثلين لا يجوز الفرار من الزحف إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة - يعني : إلى فئة قريبة من الجيش مثل السرايا - والفرار من الزحف إنما يكون كثيره من هذه الصورة . .
قوله تعالى : ( ^ فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ) سبب هذا : أن المسلمين لما انصرفوا من قتال بدر ، كان الواحد منهم يقول : أنا قتلت فلانا ، ويقول الآخر : أنا قتلت فلانا ؛ فلم يرض الله تعالى منهم ذلك ، ونزلت الآية : ( ^ فلم تقتلوهم ) يعني : بقوتكم وعدتكم ( ^ ولكن الله قتلهم ) ( بنصره ) إياكم ومعونته لكم . وقيل معناه : ولكن الله قتلهم بسوقهم إليكم حتى ظفرتم بهم .