@ 238 @ ( ^ قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ( 188 ) هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به ) * * * * يسألونك عنها كأنك حفي بسؤالهم ، وقيل معناه : يسألونك كأنك حفي عنها أي : عالم بها ، يقال : أحفيت فلانا ، إذا ما بالغت في المسألة عنه حتى علمت ، فعلى هذا معنى الآية : كأنك حفي عنها ، أي : كأنك بالغت في السؤال عنها ، حتى علمت ( ^ قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) . .
قوله تعالى : ( ^ قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) فيه ثلاثة أقوال : .
أحدها : معناه : ولو كنت أعلم الخصب من الجدب لأعددت من الخصب للجدب وما مسني الجوع ، قاله ابن عباس . .
وقال ابن جريج : معناه : لو كنت أعلم متى أموت لاستكثرت من الخيرات والطاعات ، وما مسني السوء أي : ما بي جنون ؛ لأنهم كانوا نسبوه إلى الجنون . .
القول الثالث : معناه : ولو كنت أعلم متى الساعة لأخبرتكم بقيامها حتى تؤمنوا ، وما مسني السوء يعني : بتكذيبكم ( ^ إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ) . .
قوله تعالى : ( ^ هو الذي خلقكم من نفس واحدة ) يعني : آدم ( ^ وجعل منها زوجها ) يعني : حواء ( ! 2 < ليسكن إليها > 2 ! فلما تغشاها ) أي : وطئها ، والغشيان أحسن كناية عن الوطء ، يقال : تغشاها وتخللها ، إذا وطئها . .
( ^ حملت حملا خفيفا ) هو أول ما تحمل المرأة من النطفة ( ^ فمرت به ) وقرأ يحيى بن يعمر : ' فمرت به ' خفيفا من المرية أي : شكت ، وقرئ في الشواذ : ' فمارت به : ' أي : تحركت به من المور ، وقرأ ابن عباس : ' فاستمرت به ' وهو معنى القراءة المعروفة ، ومعناه : فمرت بالحمل حتى قامت وقعدت ودخلت وخرجت ، وقيل : هو مقلوب ، وتقديره فمر الحمل بها حتى قامت وقعدت ( ^ فلما أثقلت ) أي : حان