@ 236 @ ( ^ وبه يعدلون ( 181 ) والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ( 182 ) وأملي لهم إن كيدي متين ( 183 ) أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير ) * * * * الإلحاد : هو الميل عن الحق ، وإدخال ما ليس في الدين ، قيل : والإلحاد في الأسماء هاهنا : كانوا يقولون في مقابلة اسم الله : اللآت ، وفي مقابلة العزيز : العزى ، ومناة في مقابلة المنان ، وقيل : هو تسميتهم الأصنام آلهة ، وهذا أعظم الإلحاد في الأسماء ، فهذا معنى قوله : ( ^ وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) . .
قوله تعالى : ( ^ وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) روى قتادة مرسلا عن النبي أنه قال : ' هؤلاء من هذه الأمة ، وقد كان فيمن قبلكم ' وأشار به إلى قوم موسى ، كما قال تعالى : ( ^ ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) . .
قوله تعالى : ( ^ والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) قال الأزهري : الاستدراج : هو الأخذ قليلا قليلا ، ومنه درج الكتاب ، وقيل : الاستدراج من الله هو أن العبد كلما ازداد معصية زاده الله - تعالى - نعمة ، وقيل : هو أن يكثر عليه النعم وينسيه الشكر ، ثم يأخذه بغتة ؛ فهذا هو الاستدراج من حيث لا يعلمون . .
قوله تعالى : ( ^ وأملي لهم ) أي : أمهل لهم وأؤخر لهم ( ^ إن كيدي متين ) أي : شديد . .
قوله تعالى ( ^ أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين ) سبب نزول هذه الآية ما روي : ' أن النبي ذات ليلة صعد الصفا ، وهو ينادي طول الليل : يا بني فلان ، يا بني فلان ، إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فلما أصبحوا قالوا : إن محمدا قد جن ، يصيح طول الليل ؛ فنزلت هذه الآية ' ( ^ أو لم يتفكروا ) ' يعني : في حال محمد أنه لا يليق بحاله الجنون .