@ 216 @ ( ^ يعملون ( 147 ) ) واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين ( 148 ) ولما سقط في يديهم ) * * * * ( ^ عجلا جسدا له خوار ) أي : جسد له خوار ، ويقرأ في الشواذ : ' له جؤار ' وهو بمعنى الخوار ، وفي القصة : أن موسى - صلوات الله عليه - لما أراد الخروج إلى الطور قال لقومه : أرجع إليكم بعد ثلاثين يوما ، فلما لم يرجع إليهم بعد الثلاثين ظنوا أنه مات ، كان السامري في بني إسرائيل مطاعا بينهم ، وكان صائغا ، فقال لهم : اجمعوا لي ما أخذتم من الحلي من آل فرعون أصنع لكم شيئا ، فدفعوا إليه ما أخذوا من الحلي فصاغ منه العجل ، قال الحسن : كان السامري قد رأى جبريل يوم غرق فرعون على فرس ، فأخذ قبضة من أثر قدم فرسه . .
قال عكرمة : ألقي في روعه أنه في أي شيء ألقى تلك القبضة من التراب يحيا بها ذلك الشيء ، وذلك أنه رأى مواضع قدم الفرس تحضر في الحال وتنبت ، فلما صاغ العجل ألقي في روعه أن يلقي تلك القبضة في فمه فألقاها في فم العجل فحيي ، فصار لحما ودما من ذهب ، وله خوار فإنه خار ، ثم قال السامري : ( ^ هذا إلهكم وإله موسى فنسي ) على ما سيأتي في قصته في سورة طه ، وقيل : إنه ما خار إلا مرة ، وقيل كان يخور كثيرا ، كما تخور البقرة ، وكان كلما خار سجدوا له ، وكلما سكت رفعوا رءوسهم . .
وقال بعض المفسرين : لم تنبت فيه حياة أصلا ، ولم يكن له خوار حقيقة ، وإنما الذي سمعوا من الخوار كان بحيلة ، والصحيح هو الأول . ثم اختلفوا في عدد الذين عبدوا العجل ، قال الحسن : كلهم عبدوه إلا هارون وحده ، وقيل : - وهو الأصح - : عبده كلهم إلا هارون واثنا عشر ألف رجل منهم . .
( ^ ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا ) وهذا دليل على أن الله متكلم لم يزل ولا يزال ؛ لأنه استدل بعدم الكلام من العجل على نفي الإلهية .