@ 199 @ ( ^ على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ( 89 ) وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون ( 90 ) فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ( 91 ) الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين ( 92 ) فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين ( 93 ) وما أرسلنا في قرية من نبي إلا ) * * * * القضاء من الله بالحق ، وهو لا يقضي إلا بالحق ، وقيل : ليس ذلك على طريق طلب القضاء الحق ، وإنما هو على نعت قضائه بالحق ؛ فإن صفة قضائه الحق ، وهو مثل قوله - تعالى - : ( ^ قال رب احكم بالحق ) في سورة الأنبياء ( ^ وأنت خير الفاتحين ) . .
قوله - تعالى - : ( ^ وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا ) يعني : في دينهم ( ^ إنكم إذا لخاسرون فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ) وقد بينا هذا في قصة ثمود . .
قوله - تعالى - : ( ^ الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها ) أي : كأن لم يقيموا فيها ، يقال : غنيت بموضع كذا ، أي أقمت ، والمغاني : المنازل ؛ قاله ثعلب ، وقال الشاعر ، وهو حاتم الطائي : .
( عنينا زمانا بالتصعلك والغنى % وكلا سقاناه بكأسيهما الدهر ) .
( فما زادنا بأوا على ذي قرابة % غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر ) .
وقال الأخفش : معنى قوله : ( ^ كأن لم يغنوا فيها ) أي : كأن لم يتنعموا فيها ( ^ الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى ) أي : أحزن ( ^ على قوم كافرين ) . .
قوله - تعالى - : ( ^ وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء ) . .
قال ابن مسعود : البأساء : الفقر ، والضراء : المرض ، وهذا معنى قول من قال :