@ 195 @ ( ^ فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ( 78 ) فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ( 79 ) ولوطا إذ قال لقومه ) * * * * .
قوله - تعالى - : ( ^ فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ) فإن قال قائل : كيف خاطبهم وقد هلكوا ؟ قيل : هو كما خاطب الرسول الكفار القتلى يوم بدر حين ألقاهم في القليب ؛ جاء إلى رأس البئر ، وقال : ' يا عتبة ، يا شيبة ، ويا أبا جهل ، قد وجدت ما وعدني ربي حقا ؛ فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ فقال عمر : يا رسول الله ، كيف تخاطب قوما قد جيفوا ؟ فقال : ما أنتم بأسمع منهم ؛ ولكنهم لا يقدرون على الإجابة ' وقيل : إنما خاطبهم به ؛ ليكون عبرة لمن خلفهم ، وقيل : في الآية تقديم وتأخير ، وتقديرها : فتولى عنهم ، فأخذتهم الرجفة ، فأصبحوا في دارهم جاثمين ، وذلك أن الله - تعالى - ما كان ليعذب قوما ونبيهم بينهم . .
وروى أبو الزبير عن جابر : ' أن النبي مر بمنازل ثمود في أراضي تبوك ، فقال لأصحابه : يا أيها الناس ، لا تسألوا الله الآيات ؛ فإن هؤلاء سألوا الناقة ؛ فأخرجها الله لهم ؛ فكانت ترد من هذا الفج ، وتصدر من هذا الفج ، فعقروها ؛ فأنزل الله عليهم العذاب فلم ينج منهم أحد إلا رجل كان في الحرم ؛ فلما خرج أصابه ما أصابهم من العذاب وكان ذلك الرجل يكنى أبا رغال ' . .
قوله - تعالى - : ( ^ ولوطا إذ قال لقومه ) أي : وأرسلنا لوطا ، واذكر لوطا إذ قال لقومه ( ^ أتأتون الفاحشة ) الفاحشة : الفعلة القبيحة التي هي في غاية القبح ( ^ ما سبقكم بها من أحد من العالمين ) قال الضحاك عن ابن عباس : إن تلك الفعلة لم