@ 177 @ ( ^ وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون ( 30 ) يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه ) * * * * هدى وفريقا حق عليهم الضلالة ) أي : فريقا هداهم الله ، وفريقا أضلهم الله [ تعالى ] ؛ فوجبت عليهم الضلالة ، وقد صح الحديث عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال : ' حدثني الصادق المصدوق - يعني رسول الله - : أن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبين الجنة إلا ذراعا ؛ فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار ؛ فيدخل النار ، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار ، حتى لا يبقى بينه وبين النار إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل الجنة ؛ فيدخل الجنة ' . .
( ^ إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون ) وفي هذا دليل على أن المستبصر بالكفر الذي يحسب أنه على الحق مثل المعاند سواء . .
قوله - تعالى - : ( ^ يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) هو في الأمر بالطواف والصلاة لابسا ، وفي شواذ التفاسير : أنه المشط ، ولبس النعل ، وقيل : أراد به : السكينة ، والوقار ، وذلك معنى ما روى عن رسول الله أنه قال : ' إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون ولكن ائتوها وأنتم تمشون ، وعليكم بالسكينة والوقار ' . .
( ^ وكلوا واشربوا ) قال الفراء : إنما أمرهم بالأكل والشرب ؛ لأنهم كانوا في الجاهلية يتركون أكل اللحم والدسم في وقت الموسم ، كما يتركون اللباس عند الطواف ويقولون : نترك اللحم والدسم لله - تعالى - . .
( ^ ولا تسرفوا ) أي : بتحليل ما حرم الله ، وبتحريم ما أحل الله ، وكل مال أنفق