@ 168 @ ( ^ اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين ( 11 ) قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ( 12 ) قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ( 13 ) قال أنظرني إلى يوم يبعثون ) * * * * وقيل ' ثم ' بمعنى ' الواو ' أي : وقلنا للملائكة : اسجدوا ، والواو لا توجب الترتيب ، وهو قول الأخفش ، وأحد قولي قطرب ، ولم يرضوا منهم ذلك ، فإن كلمة ' ثم ' لا ترد بمعنى الواو ، وهي للتعقيب . .
( ^ فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين ) وقد ذكرنا سجود الملائكة في سورة البقرة ، وأن سجودهم كان لآدم . .
قوله - تعالى - : ( ^ قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ) ' لا ' زائدة ، والمراد : ما منعك أن تسجد ؟ وقد سبق نظائره . .
( ^ قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) فإن قيل : لم يكن هذا منه جوابا عما سئل عنه ؟ قيل : تقديره قال : لم أسجد لأني خير منه ، وقيل : السؤال مقدر فيه ، كأنه قيل له : أنت خير أم هو ؟ فقال : أنا خير منه . .
قال محمد بن جرير الطبري : ظن الخبيث ، ورأى أن النار خير من الطين ، ولم يعلم أن الفضل لما جعل الله له الفضل ، وقد فضل الله الطين على النار ، ولأن في طبع النار طيشا ، وخفة ، وإحراقا ، وفي الطين رزانة ، وحلم ، وتواضع ، وأمانة ، فيجوز أن يكون خيرا من النار ، وقد قال ابن عباس : أول من قاس : إبليس ، كما بينا . .
وقوله - تعالى - : ( ^ قال فاهبط منها ) أي : فاخرج منها ، واختلفوا في هذه الكناية ، قيل : أراد به : فاهبط من الجنة ، وقيل : أراد به : من الدرجة التي جعله الله عليها من قبل ، وقيل : أراد به : من الأرض ؛ فإن الله - تعالى - لما طرده ؛ أخرجه من الأرض إلى جزائر البحر ، وكان من قبل له ملك الأرض ، حتى قيل : إنه لا يدخل الأرض إلا خائفا ، سارقا ، على هيئة شيخ عليه أطمار ( ^ فما يكون لك أن تتكبر فيها ) يعني : بترك السجود ( ^ فاخرج إنك من الصاغرين ) أي : الأذلة .