@ 94 @ ( ^ أنفسهم فهم لا يؤمنون ( 20 ) ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون ( 21 ) ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ( 22 ) ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ) * * * * .
( ^ الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون ) أي : غبنوا أنفسهم ، وغبنهم : أنهم خسروا رأس المال ، وفي الخبر : أن الله - تعالى - خلق لكل آدمي منازل في الجنة ، فإن كفر خسر تلك المنازل ، وجعلها الله - تعالى - لمؤمن . .
قوله - تعالى - : ( ^ ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) أي : قال عليه ما لم يقله ( ^ أو كذب بآياته ) يعني : آيات القرآن ( ^ إنه لا يفلح الظالمون ) . .
قوله - تعالى - : ( ^ ويوم نحشرهم جميعا ) أراد به : حشر القيامة ( ^ ثم [ نقول ] للذين أشركوا أين شركاءكم الذين كنتم تزعمون ) يعني أين الشركاء الذين كنتم تزعمون أنهم شركاء الله ، والزعم قول الكذب ، قال ابن عباس : الزعم الكذب في كل موضع ، وفي الآثار : ' زعموا مطية الكذب ' . .
قوله - تعالى - : ( ^ ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ) قال قتادة : معناه : ثم لم تكن معذرتهم - وقال غيره : ثم لم يكن كلامهم - إلا أن قالوا . .
قال الزجاج : في قوله : ( ^ ثم لم تكن فتنتهم ) معنى لطيف ، وذلك مثل الرجل يفتن ( بمحبوب ) ثم تصيبه في ذلك محنة ؛ فيتبرأ من محبوبه ؛ فيقال : لم تكن فتنته إلا هذا ، كذلك الكفار لما فتنوا بمحبة الأصنام ، ثم إذا رأوا العذاب يتبرءون منها . .
يقول الله - تعالى - : ( ^ ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين