@ 90 @ ( ^ ينظرون ( 8 ) ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ( 9 ) ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون ( 10 ) قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ( 11 ) قل لمن ما في السموات ) * * * * متى اقترحوا آية ، فإذا أعطاهم الله لك ؛ فكفروا بها ، استأصلهم بالعذاب ، كدأب قوم نوح ، وعاد وثمود ، وقوم لوط ، وأمثالهم ( ^ [ ثم ] لا ينظرون ) أي : ثم لا يمهلون . .
قوله - تعالى - : ( ^ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ) أي : في صورة رجل ؛ لأن الرجل أأنس بالرجل ، وأفهم منه ، وقد جاء جبريل إلى النبي في صورة دحية الكلبي وجاء الملكان إلى داود في صورة رجلين ( ^ وللبسنا عليهم ما يلبسون ) قال ابن عباس ، والضحاك ، وجماعة : معناه : خلطنا عليهم ما يخلطون ، وفي معناه قولان : أحدهما : أنهم شبهوا على ضعفائهم فتشبه عليهم كما شبهوا ، وينزل الملك في صورة رجل ( حي ) يشتبه عليهم ؛ فيقول بعضهم : هو ملك ، ويقول بعضهم : ليس بملك ، والقول الثاني : أن معناه : أضللناهم بإنزال الملك في صورة رجل ، كما ضلوا من قبل ، أي : لو حسبوا أن يهتدوا بإنزال الملك ، فإنزال الملك لا يعجزنا من إضلالهم به . .
قوله - تعالى - : ( ^ ولقد استهزئ برسل من قبلك ) سبب هذا : ' أن رسول الله مر على الوليد بن المغيرة ، وأمية بن خلف ، وأبي جهل ، فضحكوا هزوا به ؛ فنزلت الآية تسلية له ' ( ^ فحاق بالذين ) أي : فنزل بالذين ( ^ سخروا منهم ما كانوا ) أي : وبال ما كانوا ( ^ به يستهزءون ) . .
قوله - تعالى - : ( ^ قل سيروا في الأرض ) يحتمل هذا السير بالفكرة والعقول ، ويحتمل السير بالأقدام ( ^ ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) يعني : ممن سبق من الأمم .