@ 87 @ ( ^ بربهم يعدلون ( 1 ) هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون ( 2 ) وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ( 3 ) وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ( 4 ) فقد ) * * * * .
قوله - تعالى - : ( ^ هو الذي خلقكم من طين ) هو ما بينا أن الله - تعالى - أمر ملك الموت حتى قبض قبضة من تراب ؛ فخلق منها آدم - صلوات الله عليه - فهذا معنى قوله : ( ! 2 < هو الذي خلقكم من طين > 2 ! ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ) قال ابن عباس : الأجل الأول : من الولادة إلى الموت ، والأجل الثاني : من الموت إلى البعث وقال أيضا : لكل أحد أجلان : أجل إلى الموت ، وأجل من الموت إلى البعث ، فإن كان برا وصولا للرحم ؛ زيد له من أجل البعث في أجل العمر ، وإن كان غير ذلك ، نقص من أجل العمر ، وزيد ذلك في أجل البعث . .
وقيل : الأجل الأول : أجل الدنيا كما بينا ، والأجل الثاني من ابتداء الآخرة ، وذلك مسمى عند الله لا يعلمه غيره ( ^ ثم أنتم تمترون ) تشكون . .
قوله - تعالى - : ( ^ وهو الله في السموات والأرض يعلم سركم وجهركم ) قال ابن الأنباري : معناه : وهو الله المعبود في السموات وفي الأض ، وقال غيره : تقديره : وهو الله يعلم سركم وجهركم في السموات والأرض ، وهو قول الزجاج ( ^ ويعلم ما تكسبون ) الكسب : كل عمل يعمله الإنسان بكده ؛ لجلب نفع ، أو دفع ضر ، ولذلك لا يوصف فعل الله بالكسب ؛ لأنه فعله برئ عن جلب المنافع ودفع المضار . .
قوله - تعالى - : ( ^ وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) أراد بهذه الآية : انشقاق القمر ؛ فإن الكفار سألوا رسول الله أن يأتيهم بآية ؛ فقال عليه [ الصلاة و ] السلام - ماذا تريدون ؟ فاقترحوا انشقاق القمر ، فأتاهم به ، فكفروا وأعرضوا . .
قوله - تعالى - : ( ^ فقد كذبوا بالحق لما جاءهم ) يعني : ما ذكرنا ( ^ فسوف