@ 369 @ ( ^ ( 153 ) ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي ) * * * * .
واحد ، وقيل : يكون مع ( زوال سبب الخوف ) ، فأما ها هنا فقال : ( ^ أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم ) قيل : فيه تقديم وتأخير ، وتقديره : نعاسا أمنة ، وقيل : هو على نظمه مستقيم ، ومعنى الآية : أن الله تعالى أراد تميز المؤمنين من المنافقين ، فأوقع النعاس على المؤمنين أمنة لهم ، حتى أمنوا ، ولم يوقع على المنافقين فبقوا على الخوف . .
قال أبو طلحة : أوقع الله تعالى علينا النعاس ونحن تحت الحجر . .
وقيل : أوقع النعاس عليهم حتى كان يسقط السيوف من أيديهم ، وكذلك عبد الرحمن بن عوف والزبير أخبرا عن ذلك النعاس ، كما أخبر أبو طلحة . .
وعن الزبير أنه قال : لما أوقع الله النعاس علينا ، سمعنا معتب بن قشير يقول : لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا ، وكنت كأني في النوم أسمع ، فذلك قوله : ( ^ يغشى طائفة منكم ) يعني : المؤمنين ( ^ وطائفة قد أهمتهم أنفسهم ) يعني : المنافقين ( ^ يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء ) قال : ( ^ قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك ) . .
ثم فسر ذلك فقال : ( ^ يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ) . .
أي : خرج الذين كتب عليهم القتال إلى مصارعهم للموت ، وفي هذا دليل على أن الأجل في القتل والموت واحد ، كما قال أهل السنة . .
قوله تعالى : ( وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور ) .