@ 367 @ ( ^ الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل ) * * * * .
ثم ابتدأ القتال مع المشركين ، فظفر عليهم ، وقتل جماعة من رؤسائهم ، وانهزموا ، ولاح الظفر للمسلمين ، وساروا في أثرهم للغنيمة ، فلما رآه الرماة ، فقالوا : إن المشركين قد انهزموا ، ولاح الظفر حتى نسير على أثرهم ؛ ونغنم ، فقال عبد الله بن جبير : لا تفارقوا هذا المكان ؛ فإن رسول الله أمركم أن تلزموا هذا المكان ، فالزموه ، فاختلفوا عليه ، وذهب أكثرهم ، وبقي عبد الله بن جبير مع نفر قليل من أصحابه . .
فلما عرى موضع الكمين عن الرماة ، خرج عليهم خالد بن الوليد من الكمين ، وحمل عليهم بالقتل ، فاستشهد عبد الله بن جبير ، ومن بقي معه ، وعاد المشركون للقتال ، ووقع القتل في المسلمين ، وقتل منهم سبعون نفرا ، وانهزم الباقون ، وبقي مع رسول الله نفر قليل ، فذلك قوله ( ^ ولقد صدقكم الله وعده ) أي : في الابتداء بالظفر والنصرة ( ^ إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر ) يعني : أولئك الرماة الذين اختلفوا ، ( ^ وعصيتم ) يعني : عصيتم الرسول ، وخالفتم أمره ( ^ من بعد ما أراكم ) يعني : من بعد أن أراكم الله تعالى ( ^ ما تحبون ) من الظفر ( ^ منكم من يريد الدنيا ) هم الذين ذهبوا للغنيمة ، ( ^ ومنكم من يريد الآخرة ) : الذين صبروا مع عبد الله بن جبير . .
قال ابن مسعود : ما علمنا أن أحدا منا يريد الدنيا حتى أنزل الله هذه الآية . .
( ^ ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ) يعني : في الوقعة الثانية حين عاد المشركون ، وهذا دليل لأهل السنة على : أن أفعال العباد مخلوقة ؛ حيث نسب الله تعالى هزيمة المسلمين إلى نفسه مع وقوع الفعل منهم ، فقال : ( ^ ثم صرفكم عنهم ) . .
قوله تعالى : ( ^ إذ تصعدون ) ويقرأ : بفتح التاء والعين . فالإصعاد : هو المشي في مستو من الأرض ، والصعود : المشى في مرتفع من الأرض .