@ 361 @ ( ^ وموعظة للمتقين ( 138 ) ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ( 139 ) إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله ) * * * * .
أسفل الجبل ، وقوله : ( ^ إن كنتم مؤمنين ) أي : لا تهنوا إن كنتم مؤمنين ؛ لأن الإيمان يزيد القوة فلا يورث الوهن . .
قوله - تعالى - : ( ^ إن يمسسكم قرح ) تقرأ : بفتح القاف ، وضمنها ، وقال الفراء : القرح - بالفتح - : الجراحة ، والقرح : الألم ، وقال الكسائي : هما عبارتان عن معنى واحد . والأكثرون على القول الأول ، وقوله : ( ^ إن يمسسكم قرح ) خطاب للمسلمين فيما مسهم يوم أحد ( ^ فقد مس القوم قرح مثله ) أي : مس الكفار يوم بدر ( قرح ) مثل ما مسكم يوم أحد . .
( ^ وتلك الأيام نداولها بين الناس ) فتارة تكوم الدولة للمسلمين على الكفار ، وتارة للكفار على المسلمين ، قال الزجاج : الدولة تكون للمسلمين على الكفار ، وقد كانت الدولة للكفار على المسلمين ؛ لما خالفوا أمر الرسول ، فإن لم يخالفوا أمره كانت الدولة للمسلمين أبدا ؛ لقوله تعالى : ( ^ وإن جندنا لهم الغالبون ) ؛ وقوله تعالى : ( ^ فإن حزب الله هم الغالبون ) . .
( ^ وليعلم الله الذين آمنوا ) قرأ ابن مسعود : ' وليبلي الله الذين آمنوا ' ، والقراءة المعروفة : ( ^ وليعلم ) ، فإن قال قائل : ما معنى قوله : ( ^ وليعلم الله الذين آمنوا ) ، وهو عالم بهم أبدا ؟ قيل : معناه : وليعلم الصابرين على الجهاد في مواطن الجهاد ليعاملهم معاملة من يبتليهم ؛ فيعلمهم ، والعلم بالجهاد في مواطن الجهاد إنما يقع بعد وقوع الجهاد ، وقيل : العلم الأول : علم الغيب ، وقوله : ( ^ وليعلم ) يعني : علم المشاهدة ، والوقوع والمجازة على علم الوقوع لا على علم الغيب . .
( ^ ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ) يعني : أنه ما جعل اليد للكفار يوم أحد لحبه إياهم ؛ ولكن ليبتليكم ، ويجعلكم شهداء .