@ 61 @ ( ^ متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون ( 25 ) إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه ) * * * * لا نعبد إلها يذكر الذباب والعنكبوت ، فنزل قوله تعالى : ( ^ إن الله لا يستحيي ) أي : لا يمتنع ولا يترك ( ^ أن يضرب مثلا ) أي : يذكر مثلا ( ^ ما بعوضة ) ( ما ) للصلة هاهنا ، أي : مثلا بالبعوضة . قال الشاعر : .
( قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا % إلى حمامتنا أو نصفه فقد ) .
معناه أي : ليت هذا الحمام لنا . والبعوض : صغار البق ، سميت بعوضة لأنها بعض البق . ( ^ فما فوقها ) معناه : فما دونها ؛ كما يقال : فلان جاهل ، فيقال : وفوق ذلك . يعني : أجهل من ذلك ، فكذلك قوله تعالى : ( ^ فما فوقها ) يعني : في الصغر ، وأصغر من ذلك ، وقيل : فما فوقها على الحقيقة ؛ لأنه ضرب المثل بالذباب ، والعنكبوت . قال الربيع بن أنس : مثل البعوضة مثل صاحب الدنيا ؛ لأن دأب البعوضة أنها إذا شبعت هلكت ، وإذا جاعت عاشت ؛ كذلك صاحب الدنيا إذا استكثر من الدنيا هلك ، وإذا استقل منها فاز ونجا . وقيل : إن حكم الله تعالى في صغار خلقه أكثر من حكمه في كبار خلقه . قوله تعالى : ( ^ فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم ) يعني : أنه الصدق من ربهم . .
( ^ وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا ) أي شيء أراد الله بهذا المثل ؟ يقول الله تعالى : ( ^ يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ) أي : أراد هذا ، والإضلال : هو الصرف عن الحق إلى الباطل . وقيل : الإضلال هو الإهلاك ؛ يقال : ضل اللبن في الماء أي : هلك . .
( ^ ويهدي به كثيرا ) أي : ويرشد به كثيرا . ( ^ وما يضل به إلا الفاسقين ) يعني : الكافرين . والفسق : هو الخروج عن طاعة الرب ؛ يقال : فسقت ( الرطبة ) إذا خرجت