@ 348 @ ( ^ إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ( 106 ) وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ( 107 ) تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين ( 108 ) ولله ما في السموات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور ( 109 ) كنتم خير أمة أخرجت ) * * * * .
وقيل : أراد به : اليهود ؛ آمنوا بما كان في التوراة من نعت محمد ، ثم كفروا ، وغيروا . ( ^ فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) . .
قوله تعالى : ( ^ وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله ) أي : في ثواب الله ( ^ هم فيها خالدون ) . .
( ^ تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين ) لأنه يعاقب من يعاقب عن استحقاق بالعدل ( ^ ولله ما في السموات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور ) . .
قوله تعالى : ( ^ كنتم خير أمة ) فإن قال قائل : ما معنى قوله : ( ^ كنتم خير أمة ) ومتى كانوا بتلك الصفة ؟ قيل : أراد به : كنتم خير أمة في اللوح المحفوظ . وقيل : أراد به صرتم خير أمة إذا آمنتم . وقيل : يقال لهم يوم القيامة : ( ^ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) فالمعروف : ما عرفه الشرع ، والمنكر : ما أنكره الشرع . وفي الحديث : ' لتأمرون بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ، أو يوشك أن يعمكم الله بعقابه ' ، وقال : ' أفضل الشهداء بعد شهداء أحد : رجل قام إلى إمام جائر ، فأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر فقتله عليه ' . .
قوله : ( ^ وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم ) وهذا لاشك فيه . ( ^ منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ) لأنه آمن بعضهم ، وكفر أكثرهم .