@ 264 @ ( ^ أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ( 4 ) وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ( 5 ) إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ( 6 ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ( 7 ) ) .
وقوله : ( ^ وما تفرق الذين أوتوا الكتاب ) أي : في أمر النبي وما جاء به . .
وقوله : ( ^ إلا من بعد ما جاءتهم البينة ) أي : البينات والبراهين والدلائل . .
قوله تعالى : ( ^ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) قد ذكرنا معنى الحنيف ، وقيل : إذا كان مسلما فهو الحاج ، وإذا كان غير مسلم فهو الإسلام ، والمعنى : أمروا أن يكونوا حنفاء ، فإن كان الخطاب مع المسلمين فالمراد منه أن يكونوا حجاجا وإن كان الخطاب مع الكفار فالمراد أن يكونوا مسلمين . .
وقوله : ( ^ ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) أي : ذلك الملة القيمة ، وقيل : دين الأمة المستقيمة على الحق ، وقيل : دين الملة القيمة . .
قوله تعالى : ( ^ إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ) قرئ بالهمز وترك الهمز ، فالقراءة بالهمز من برأ الله الخلق ، وبترك الهمزة من البرى ، وهو التراب أي : شر من خلق من البرى ، والعرب تقول : بفيك البرى والثرى . .
وقوله : ( ^ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) قد ذكرنا ، وروى سفيان الثوري ، عن المختار بن فلفل ، عن أنس بن مالك : ' أن رجلا قال للنبي يا خير البرية قال : ذاك إبراهيم - صلوات الله عليه ' أورده أبو عيسى الترمذي في جامعه ، وقال : هو صحيح غريب .