@ 256 @ ( ^ خلق الإنسان من علق ( 2 ) اقرأ وربك الأكرم ( 3 ) الذي علم بالقلم ( 4 ) علم الإنسان ما لم يعلم ( 5 ) كلا إن الإنسان ليطغى ( 6 ) ) فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم ، أرسلني ، فقال : اقرأ ، فقلت ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال اقرأ ، فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : ' اقرأ باسم ربك الذي خلق . . . حتى بلغ ما لم يعلم ' . .
والخبر طويل مذكور في الصحيحين . .
وقوله : ( ^ باسم ربك ) أي : اقرأ مفتتحا باسم ربك ، وقيل : اقرأ اسم ربك ، والباء زائدة ، قاله أبو عبيدة ، ومثله قول الشاعر : .
( هن الحرائر لأرباب أخمرة % سود المحاجر لا يقرأن بالسور ) .
أي : السور ، والباء زائدة . .
وقيل : اقرأ على اسم ربك ، كما يقال : سر باسم الله أي : على اسم الله ، والقولان الأولان هما المعروفان . .
وقوله : ( ^ الذي خلق ) يعني : خلق الناس . .
وقوله : ( ^ خلق الإنسان من علق ) أي : العلقة وهي الدم ، وذكرها هنا العلقة ؛ لأنها من الأمشاج ، فدل بها على غيرها . .
وقوله : ( ^ اقرأ وربك الأكرم ) أي كريم ، ومن كرمه أن يحلم عن ذنوب العباد ، ويؤخر عقوبتهم ، وعن بعضهم : من كرمه أن يعبد الآدمي غيره ، ولا يقطع عنه رزقه . .
وقوله : ( ^ الذي علم بالقلم ) أي : الكتابة بالقلم ، وهي نعمة عظيمة ، قال قتادة : القلم نعمة من الله عظيمة ، لولا ذلك لم يقم دين ، ولم يصلح عيش ، واختلف القول في المراد بالتعليم ، فأحد القولين هو آدم صلوات الله عليه ، والقول الآخر : كل آدمي يخط بالقلم . .
وقوله : ( ^ علم الإنسان ما لم يعلم ) قد بينا ، وهو ظاهر المعنى . .
قوله : ( ^ كلا إن الإنسان ليطغى ) نزل في أبي جهل ، وقد ورد في بعض الأخبار