@ 238 @ ( ^ وكذب بالحسنى ( 9 ) فسنيسره للعسرى ( 10 ) ) . .
وقوله : ( ^ بخل ) أي : بخل بماله ، واستغنى أي : عن ثواب ربه . .
وقوله : ( ^ وكذب بالحسنى ) هو ما بينا . .
وقوله : ( ^ فسنيسره لليسرى ) أي : يسهل عليه طريق الشر ، وروى أبو صالح عن ابن عباس قال : يحول بينه وبين الإيمان بالله وبرسوله . .
قال الفراء : فإن سأل سائل قال : كيف يستقم قوله : ( ^ فسنيسره للعسرى ) وكيف ييسر العسير ؟ أجاب عن هذا : أن هذا مثل قوله تعالى ( ^ فبشر الذين كفروا بعذاب أليم ) فوضع البشارة موضع الوعيد بالنار ، وإن لم تكن بشارة على الحقيقة ، كذلك وضع التيسير في هذا الموضع ، وإن كان تعسيرا في الحقيقة . .
وقد ذكر عطاء الخراساني أن الآية نزلت في رجل من الأنصار كان له حائط ، وله نخلة تتدلى في دار جاره ، ويأكل جاره مما يسقط من ثمارها ، فمنعه الأنصاري ، فشكى ذلك الفقير إلى رسول الله ، فقال النبي للأنصاري : ' بعني هذه النخلة بنخلة لك في الجنة ، فأبى أن يبيع ، فاشتراها منه أبو الدحداح بحائط له ، وأعطاها ذلك الفقير ، فأنزل الله تعالى فيهما هذه الآيات . .
والأصح أن الآية نزلت في أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - لأن السورة مكية على قول الجميع ، فلا يستقيم أن تكون الآية منزلة في أحد من الأنصار . .
وقد ( ورد ) في الآيتين خبر صحيح ، وهو ما روى منصور بن المعتمر ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن علي بن أبي طالب قال : ' كنا في جنازة بالبقيع ، فأتى النبي فجلس وجلسنا معه ، ومعه عود ينكت به في الأرض ، فرفع رأسه إلى السماء وقال : ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب مدخلها ، فقال القوم : يا رسول الله ، أفلا نتكل على كتابنا ، فمن كان من أهل السعادة فإنما يعمل للسعادة ، ومن كان من أهل الشقاء فإنه يعمل للشقاء ، قال :