@ 209 @ ( ^ إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى ( 7 ) ونيسرك لليسرى ( 8 ) فذكر إن نفعت الذكرى ( 9 ) ) . يتفلت منه ، فأنزل الله تعالى قوله : ( ^ سنقرئك فلا تنسى ) . .
والمعنى : أنك كفيت النسيان ، ( فلم ينس ) بعد ذلك . .
وقوله : ( ^ إلا ما شاء الله ) يعني : إلا ما شاء الله أن ينساه ، والمراد منه نسخ التلاوة ، وقيل : النسيان هاهنا بمعنى الترك ، أي : لا يترك إلا ما شاء الله أن يترك بالنسخ . .
وعن بعضهم : أن قوله : ( ^ إلا ما شاء الله ) ذكر مشيئته على التعليم حتى يقرن لفظ المشيئة بجميع أقواله مثل قوله : ( ^ لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله [ آمنين ] ) قد قال : ( ^ إلا ما شاء الله ) يعني : أن تنسى ، ولم يشأ . .
مثل قوله تعالى : ( ^ خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك ) ولم يشأ ، ذكره ابن فارس . .
وقوله : ( ^ إنه يعلم الجهر وما يخفى ) أي : السر والعلن ، ويقال : ما في القلب ، وما على اللسان . .
وقوله : ( ^ ونيسرك لليسرى ) اليسرى فعلى من اليسر ، ومعناه : للأيسر من الأمور . .
وقوله : ( ^ فذكر إن نفعت الذكرى ) فإن قال قائل : كيف قال : إن نفعت الذكرى ، وهو مأمور بالتذكير على العموم نفعت أو لم تنفع ؟ .
والجواب من وجهين : أحدهما : أن معنى قوله : ( ^ إن نفعت الذكرى ) إذ نفعت الذكرى ، مثل قوله تعالى : ( ^ وخافون إن كنتم مؤمنين ) ومعناه : إذ كنتم مؤمنين .