@ 204 @ ( ^ يوم تبلى السرائر ( 9 ) فما له من قوة ولا ناصر ( 10 ) والسماء ذات الرجع ( 11 ) والأرض ذات الصدع ( 12 ) إنه لقول فصل ( 13 ) وما هو بالهزل ( 14 ) إنهم يكيدون كيدا ( 15 ) وأكيد كيدا ( 16 ) ) . .
قوله تعالى : ( ^ يوم تبلى السرائر ) أي : تختبر وتمتحن ، وقيل : تظهر ، وهو الأولى . .
وفي التفسير : أنه يظهر سر كل إنسان ، ويبدو أثره على وجهه ، فتبيض بعض الوجوه ، وتسود بعض الوجوه . .
وقوله : ( ^ فما له من قوة ولا ناصر ) أي : قوة يتقوى بها ، وناصر ينصره ، فيدفع به العذاب عن نفسه . .
وقوله تعالى : ( ^ والسماء ذات الرجع ) أي : المطر ، وهو القول المعروف ، وسمى المطر رجعا ؛ لأنه يرجع مرة بعد أخرى . .
والقول الثاني : أنه الشمس والقمر والنجوم ، وسميت رجعا ؛ لأنها تطلع وتغيب ، وترجع من المغرب إلى المشرق . .
وقوله : ( ^ والأرض ذات الصدع ) أي : النبات ، وهو قول الجميع ، وسمى صدعا ؛ لأن الأرض تنصدع به . .
وقوله : ( ^ إنه لقول فصل ) أي : ذو فصل ، وهو الفصل بين الحق والباطل . .
وقوله : ( ^ وما هو بالهزل ) أي : باللعب ، والعبث ، والمعنى : أنه قول جد . .
قوله تعالى : ( ^ إنهم يكيدون كيدا ) أي : يمكرون مكرا ، والكيد في اللغة هو صنع يصل به إلى الشيء على الخفية والاستتار . .
( ^ وأكيد كيدا ) الكيد من الله هو الاستدراج من حيث لا يعلمون الكفار ، والاستدراج هو الأخذ قليلا قليلا ، وقيل : هي الأخذ من حيث يخفى عليهم ، وقيل : ( ^ وأكيد كيدا ) أي : أعاقبهم عقوبة كيدهم . .
وقوله : ( ^ فمهل الكافرين ) أي : أمهل الكافرين ، وهذا قبل آية السيف .