@ 292 @ ( ^ الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام ( 4 ) إن الله لا ) * * * * .
فذكر ها هنا ( ^ أنزل ) وذكر في الابتداء ( ^ نزل الكتاب ) ، لأنه أنزل التوراة جملة والإنجيل جملة ، ونزل القرآن مفصلا . .
وأما التوراة أصلها وورية من الورى ، من قولهم ورى الزند إذا أضاء ، وخرجت ناره ، ويقال : ورى زندي عند فلان ؛ إذا أضاء أمره عنده . .
فسمى وورية ؛ لضيائها وكونها نورا ، وقلبت الواو تاء فصارت تورية . وأما الإنجيل من ' النجل ' وهو الأصل فسمى به ؛ لأنه كان أصلا من الأصول في العلم . .
( ^ وأنزل الفرقان ) قيل : هو القرآن ، وهو المفرق بين الحلال والحرام ، وقيل : كل ما أنزل الله فهو فرقان ؛ لكونه مفرقا بين الحلال والحرام ، وفي الآية تقديم وتأخير ، وتقديره وأنزل التوراة و الإنجيل من قبل ، وأنزل الفرقان هدى للناس . .
قوله تعالى : ( ^ إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد ) ' نزلت في وفد نجران من النصارى ، قدموا على رسول الله ، وفيهم السيد والعاقب : كانا رجلين منهم ، وهم ستون راكبا ، وقيل قريبا من عشرين راكبا ، فدخلوا المسجد ، والنبي قد صلى العصر ، فوقفوا يصلون نحو المشرق صلاتهم ، فلما فرغوا سألهم رسول الله عن عيسى ، فاختلفوا فيه ، فقال بعضهم : الله . وقال بعضهم : ابن الله ، وقال بعضهم : ثالث ثلاثة ، فقال : أسلموا ، فقالوا نحن مسلمون ، فقال : كذبتم ؛ يمنعكم من ذلك قولكم عيسى ولد الله . فأنزل الله تعالى فيهم بضع وثمانين آية ، من أول سورة آل عمران في الحجاج ، والدلالة عليهم ، ورد قولهم ، وهذه الآية من جملها نزلت فيهم ' . .
( ^ والله عزيز ذو انتقام ) فالعزيز : المنيع الذي لا يقدر عليه ، ومنه : الأرض العزاء ،