@ 152 @ .
( ^ دحاها ( 30 ) أخرج منها ماءها ومرعاها ( 31 ) والجبال أرساها ( 32 ) متاعا لكم ولأنعامكم ( 33 ) فإذا جاءت الطامة الكبرى ( 34 ) يوم يتذكر الإنسان ما سعى ( 35 ) وبرزت الجحيم لمن يرى ( 36 ) فأما من طغى ( 37 ) وآثر الحياة الدنيا ( 38 ) فإن الجحيم هي المأوى ( 39 ) ) . .
وقوله : ( ^ أخرج منها ماءها ومرعاها ) أي : أخرج من الأرض الماء لحياة النفوس ، والمرعى للأنعام . .
وقوله : ( ^ والجبال أرساها ) أي : أثبتها . .
وقوله : ( ^ متاعا لكم ) أي : إمتاعا لكم ( ^ ولأنعامكم ) وإنما انتصب لأن معناه : للإمتاع ، ثم نزعت اللام الخافضة فانتصب . .
قوله تعالى : ( ^ فإذا جاءت الطامة الكبرى ) الطامة في اللغة : هي الداهية العظيمة ، وقيل : هي الأمر الذي لا يستطاع ولا يطاق ، يقال : طم الوادي إذا جاء منه ما لا يطاق وعلا كل شيء ، وعن ابن عباس : أن الطامة اسم القيامة ، وسميت القيامة طامة ؛ لأنها تطم كل شيء أي : فوق كل شيء . .
وفي بعض الأخبار عن النبي أنه قال : ' ما من طامة إلا وفوقها طامة ' وهو خبر غريب . .
وقوله : ( ^ يوم يتذكر الإنسان ما سعى ) أي : يذكر . .
قوله : ( ^ وبرزت الجحيم لمن يرى ) وفي التفسير : أن الحكمة في إظهار الجحيم مشاهدة الكفار مكان عقوبتهم ، وليعلم المؤمنون من أي عذاب نجوا . .
وقوله : ( ^ فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا ) أي : على الآخرة . .
وحكى أبو الحسين بن فارس في تفسيره عن حذيفة : أن من أكل على مائدة ثلاثة ألوان من الطعام ، فقد آثر الحياة الدنيا ، وأورد في خبر مرفوع أن النبي قال : ' من آثر الحياة الدنيا على الآخرة شتت الله عليه همه ، ثم لم يبال بأيها هلك ' . .
وقوله : ( ^ فإن الجحيم هي المأوى ) أي : مأواه الجحيم ، وهو معظم النار .