@ 128 @ ( ^ ألم نهلك الأولين ( 16 ) ثم نتبعهم الآخرين ( 17 ) كذلك نفعل بالمجرمين ( 18 ) ويل يومئذ للمكذبين ( 19 ) ألم نخلقكم من ماء مهين ( 20 ) فجعلناه في قرار مكين ( 21 ) إلى قدر معلوم ( 22 ) فقدرنا فنعم القادرون ( 23 ) ) . .
قوله تعالى : ( ^ ألم نهلك الأولين ) أي : قوم نوح وعاد وثمود ومن قرب من زمانهم . .
وقوله : ( ^ ثم نتبعهم الآخرين ) أي : الذين كانوا بعد ذلك من فرعون وهامان وقارون ومن بعدهم . .
وقوله : ( ^ كذلك نفعل بالمجرمين ) أي : مشركي مكة ننزل بهم مثل ما نزل بهم ، لأنهم عملوا مثل عملهم . .
وقيل : ' ثم نتبعهم الآخرين ' هم كفار قريش . .
وقوله : ( ^ كذلك نفعل بالمجرمين ) هم الذين يأتون بعدهم من الكفار إلى يوم القيامة . .
وقرأ ابن مسعود : ' ثم سنتبعهم الآخرين ' وقرأ الأعرج : ' ثم نتبعهم ' بجزم العين . .
وقوله : ( ^ ألم نخلقكم من ماء مهين ) قال ابن عباس ومجاهد وقتادة : ضعيف . .
وقوله : ( ^ فجعلناه في قرار مكين ) قال عطاء وابن جريج والربيع بن أنس : هو الرحم ، والماء المهين هو النطفة . .
وقوله : ( ^ إلى قدر معلوم ) أي : إلى وقت معلوم ، وهو إشارة إلى مدة مكثه في البطن في رحم الأم . .
قوله : ( ^ فقدرنا فنعم القادرون ) وقرئ : ' فَقَدَّرنا ' بتشديد الدال . .
قال القتيبي : هما بمعنى واحد . .
والعرب تقول : قَدَر وقَّدَّر . .
ومنه قوله عليه السلام : ' فإن غم عليكم فاقدروا له ' أي : قدروا له . .
( وقد اعترض على هذا القول ، فقيل : لو كان قدرنا