@ 40 @ ( ^ فهو في عيشة راضية ( 21 ) في جنة عالية ( 22 ) قطوفها دانية ( 23 ) كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ( 24 ) وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ( 25 ) ولم أدر ما حسابيه ( 26 ) يا ليتها كانت القاضية ( 27 ) ما أغنى عني مالية ( 28 ) هلك عني سلطانيه ( 29 ) ) . المؤمن أحسن الظن بالله فأحسن العمل ، وإن المنافق أساء الظن بالله فأساء العمل . .
وقوله ( ^ فهو في عيشة راضية ) أي : ذات رضا . .
وقال أبو عبيدة : مرضية . .
ويقال : عيشة راضية : الجنة . .
وقوله : ( ^ في جنة عالية ) أي : مرتفعة . .
وقوله تعالى : ( ^ قطوفها دانية ) قال البراء بن عازب : يتناولها قائما وقاعدا ونائما ، أي : مضطجعا . .
ومعنى دانية : قريبة المتناول ، لا يمنع منها بعد ولا شوك . .
وقوله : ( ^ كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم ) أي : قدمتم ( ^ في الأيام الخالية ) أي : الماضية ، وهي في الدنيا . .
وعن بعضهم : أن الآية في الصائمين . .
قوله تعالى : ( ^ وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ) أي : كتابي ( ^ ولم أدر ما حسابيه ) . .
أي : لم أتق حسابي ، لأنه لا يرى لحسابه حاصلا ، ويرى كل شيء عليه . .
وقوله : ( ^ يا ليتها كانت القاضية ) أي : يا ليت الميتة كانت قاضية أي : لم أحي بعدها ، فقضت علي الفناء أبدا . .
وقيل : يا ليتها أي : يا ليتني مت الآن . .
وقوله : ( ^ ما أغنى عني مالية ) أي : مالي . .
وقوله : ( ^ هلك عني سلطانية ) أي : بطلت حجتي ، ولم يسمع عذري ، وإنما لا يسمع لأنه لا عذر له . .
وسمى السلطان سلطانا ؛ لأنه يقام عنده الحجج ، أو لأنه حجة على الخلق ليقيموا أمورهم . .
قال قتادة : ليس هو أن يلي قرية فيجيبها ، ولكنه أراد به سلطانه على نفسه ، حيث ضيع ما جعله الله له ، وارتكب المعاصي ، وضيع الأوامر .