@ 23 @ .
( ^ كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ( 17 ) ولا يستثنون ( 18 ) فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ( 19 ) ) وقال : ' اللهم اجعلها عليهم سنين كسنى يوسف ؛ فأصابهم الجوع حتى أكلوا العلهز والعظام المحترقة ' . .
وقوله : ( ^ كما بلونا أصحاب الجنة ) في أكثر التفاسير أن هذا رجل شيخ باليمن كان له بنون ، وله بستان يتصدق منه على المساكين ، وينفق منه على نفسه وأولاده . .
ويقال : كان يتصدق بالثلث ، وينفق على نفسه وأولاده الثلث ، ويرد الثلث في عمارة الجنة ، فلما مات الشيخ قال بنوه : العيال كثير ، والدخل قليل ولا يفي بإعطاء المساكين ، فتوافقوا على أن يذهبوا إلى البستان حين يصبحون على سدفة من الليل ، فيصرموا ويقطعوا قبل أن يعلم المساكين . .
وكان المساكين قد اعتادوا الحضور عند الجذاذ والصرام ؛ فحين اتفقوا على ذلك أرسل الله تعالى نارا من السماء في تلك الليلة فاحترق البستان والأشجار ، ويقال : إن هذا الرجل هو رجل من ثقيف . .
وقوله : ( ^ إذا أقسموا ) أي : حلفوا . .
وقوله : ( ^ ليصرمنها مصبحين ) أي : يقطعون في الوقت الذي قلنا . .
وقوله : ( ^ ولا يستثنون ) أي : لم يقولوا : إن شاء الله . .
وقوله : ( ^ فطاف عليها طائف من ربك ) أي : طرق طارق من العذاب ، وهي النار التي أرسلها الله تعالى . .
والعرب لا تستعمل الطائف إلا في العذاب . .
وفي بعض التفاسير : أن الله تعالى أمر ملكا حتى اقتلع تلك الجنة بأشجارها وغروسها فوضعها في موضع الطائف اليوم . .
وقوله : ( ^ وهم نائمون ) ذكرنا .