@ 11 @ ( ^ لهم مغفرة وأجر كبير ( 12 ) وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ( 13 ) ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ( 14 ) هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا ) . .
وقوله : ( ^ لهم مغفرة وأجر كبير ) أي : عظيم . .
قوله تعالى : ( ^ وأسروا قولكم أو اجهروا به ) في التفسير : أن الكفار كان بعضهم يقول لبعض : أسروا بقولكم حتى لا يسمع رب محمد فيخبره قولكم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . .
وقوله : ( ^ إنه عليم بذات الصدور ) أي : بما في الصدور . .
قال الحسن : يعلم من السر ما يعلم من العلانية ، ويعلم من العلانية ما يعلم من السر . .
قوله تعالى : ( ^ ألا يعلم من خلق ) استفهام بمعنى الإنكار والتوبيخ ، والمعنى : ألا يعلم من في الصدور من خلق الصدور . .
ويقال : ألا يعلم ما خلق ' من ' بمعنى ' ما ' ، وهو مثل قوله تعالى : ( ^ والسماء وما بناها ) أي : ومن بناها . .
وقوله : ( ^ وهو اللطيف الخبير ) أي : اللطيف في علمه ، يعلم ما يظهر وما يسر وكل ما دق ، يقال لطيف ، ويقال : الخبير هو العالم . .
قوله تعالى : ( ^ هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا ) أي : مذللة ، وتذليلها : تسهيل السير فيها والقرار عليها . .
وقوله : ( ^ فامشوا في مناكبها ) أي : في جوانبها ، ويقال : في فجاجها ، ويقال : في طرقها ، وقيل : في جبالها . .
وعن بشير بن كعب الأنصاري أنه كان يقرأ هذه السورة فبلغ هذه الآية ، فقال لجارية له : إن عرفتي معنى قوله : ( ^ في مناكبها ) فأنت حرة ، فقالت : في جبالها . .
فشح الرجل بالجارية وجعل يسأل أبا الدرداء فقال : دع ما يريبك إلى مالا يريبك خلها . .
وحكى قتادة عن أبي الجلد قال : الأرض كلها أربعة وعشرون ألف فرسخ ، اثنا عشر ألفا للسودان ، وثمانية آلاف للروم ، وثلاثة آلاف للعجم ، وألف للعرب .