@ 270 @ ( ^ فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ( 264 ) ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة ) * * * * .
وقوله : ( ^ فمثله كمثل صفوان عليه تراب ) الصفوان : الحجر الصلد الأملس . .
وقوله : ( ^ فأصابه وابل ) الوابل : المطر الشديد العظام القطر . .
وقوله : ( ^ فتركه صلدا ) أي : أملس ( ^ لا يقدرون على شيء مما كسبوا ) ومعنى هذا المثل : أن الذي يرائي بالإنفاق يفرق نفقته ، ولا يفوز بشيء من الثواب ، كالتراب الذي يكون على الحجر فيصيبه الوابل ؛ فيفوت الذي عليه ، ويبقى أملس ، بحيث لا يقدر على شيء منه . .
وقوله : ( ^ والله لا يهدي القوم الكافرين ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله ) أي : خالصا لوجه الله . .
وقوله : ( ^ وتثبيتا من أنفسهم ) قال قتادة : هو أن يكون محتسبا بالإنفاق . .
وقال الحسن : هو أن يثبت من نفسه حتى إن كانت نيته أن يتصدق لله يفعل ، وإن كانت نيته غيره يمسك ، وقال الكلبي ، والشعبي : هو أن يتصدق على يقين بالثواب ، وتصديق بوعد الله فيه . .
وقوله : ( ^ كمثل جنة بربوة ) الجنة : البستان . والربوة : المكان المرتفع . .
وقوله : ( ^ أصابها وابل ) كما ذكرنا . وقوله : ( ^ فآتت أكلها ضعفين ) أي : ثمرها ضعف ما تؤتى غيرها . قوله : ( ^ فإن لم يصبها وابل فطل ) الطل : المطر الخفيف الصغار القطر ، ويكون دائما . .
ومعنى هذا المثل : أن الذي ينفق خالصا لوجه الله تعالى لا تخلف نفقته ، بل تنمو وتزكو بكل حال : كما أن الجنة التي على الربوة لا تخلف ، بل تنمو وتزكوا بكل حال سواء أصابها الوابل ، أو أصابها الطل ؛ وذلك أن الطل إذا كان يدوم يعمل عمل