@ 423 @ ( ^ عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور ( 13 ) . ) * * * * * * * * * * * القول الأول هم المشركون . .
وقوله : ( ^ قد يئسوا من الآخرة ) أي : يئسوا من البعث بعد الموت ، وهذا في المشركين ظاهر ؛ لأنهم كانوا ينكرون البعث ، وقد أخبر الله تعالى عنهم أنهم قالوا : ( ^ ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ) وكذلك في المنافقين ظاهر . وأما إذا حملنا على اليهود ، فالمراد من الآية هم اليهود الذين كانوا يعرفون النبي ، ويعلمون أنه نبي الله ، وينكرون نبوته حسدا وبغيا . ومعنى إياسهم من الآخرة هو اليأس من الثواب ؛ لأنهم إذا عرفوا الحق [ وأنكروه ] متعنتين عرفوا حقيقة أنهم في النار في الآخرة . وقيل : إن المعنى على هذا القول هو أن اليهود كانوا يقولون : ليس في الجنة أكل ولا شرب ولا استمتاع ، فمعنى اليأس هو يأسهم عن هذه النعم لمكان اعتقادهم . .
وقوله تعالى : ( ^ كما يئس الكفار من أصحاب القبور ) فيه قولان : أحدهما : كما يئس الكفار من أصحاب القبور عن إصابتهم الثواب ، ووصولهم إلى الجنة ؛ لأنهم عاينوا الأمر ، وعرفوا أنهم أهل النار قطعا . .
والقول الثاني : كما يئس الكفار من أصحاب القبور أنهم لا يعودون إليهم ، فعلى القول الأول المراد من الكفار هم الكفار الذين ماتوا ، وعلى القول الثاني المراد من الكفار هم الأحياء منهم . والله أعلم .