@ 401 @ ( ^ والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم ) * * * * .
وقوله : ( ^ تبوءوا الدار والإيمان ) أي : استوطنوا المدينة ، وقبلوا الإيمان . وقيل : تبوءوا الدار أي : أعدوا الديار للمهاجرين وواسوهم في كل مالهم . .
وقوله : ( ^ والإيمان ) أي : جعلوا دورهم دور الإيمان ، وذلك بإظهارهم الإيمان فيما بينهم ، فإن قيل : كيف يستقيم قوله : ( ^ من قبلهم ) والأنصار إنما آمنوا من بعد المهاجرين ؟ والجواب أن قوله : ( ^ من قبلهم ) ينصرف إلى تبوء الدار لا إلى الإيمان والثاني أن قوله ( ^ من قبلهم ) وإن انصرف إلى الإيمان فالمراد منه قبل هجرتهم ؛ لأن الأنصار كانوا قد آمنوا قبل هجرتهم . .
وقوله : ( ^ يحبون من هاجر إليهم ) أي : من أهل مكة وغيرهم . .
وقوله : ( ^ ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ) قال قتادة : وعند كثير من المفسرين معناه : حسدا مما أعطوا ، وقيل : ضيقا في قلوبهم مما أعطي المهاجرين ، وهو بمعنى الأول . وقد ذكرنا ما أعطى رسول الله المهاجرين من أموال بني النضير ، فالمعنى ينصرف إليهم . .
وقوله : ( ^ ويؤثرون على أنفسهم ) أي : يقدمون المهاجرين على أنفسهم . .
وقوله : ( ^ ولو كان بهم خصاصة ) أي : فقر وحاجة . ومن المعروف برواية أبي هريرة أن بعض الأنصار أضاف رجلا من الفقراء ، ولم يكن عنده فضل عما يأكله ويأكل أهله وصبيانه . وفي رواية : أن ذلك الرجل كان جاع ثلاثة أيام ولم يجد شيئا ، وطلب رسول الله له شيئا في بيوت أزواجه ولم يجد ، فأضافه هذا الأنصاري ، حمله إلى بيته وقال لأهله : نومي الصبية وأطفئي السراج [ بعلة ] الإصلاح ، ففعلت ذلك ، وجعلا يمدان أيديهما ويضربان على ( الصحفة ) ؛ ليظن الضيف أنهما يأكلان ، ولا يأكلان ففعلا ذلك وأكل الضيف حتى شبع ، فلما غدا