@ 264 @ ( ^ لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ) * * * * لبثت يوما ، ثم نظر إلى الشمس لم تغرب بعد ، فقال : أو بعض يوم ( ^ قال ) يعني الملك : ( ^ بل لبثت مئة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه ) أي : لم يتغير ؛ فإن التين الذي كان معه لم يتغير ؛ كأنه قطف من ساعته ، وكذلك العصير كأنه عصر من ساعته . .
قال الكسائي : لم يتسنه ، معناه : كأنه لم تأت عليه السنون ، وقطف من ساعته . .
وقال مجاهد : معناه لم ينتن ، ومنه قوله تعالى ( ^ من حمأ مسنون ) . .
وقيل : أصله لم يتسنن ، فقلبت إحدى النونين هاء ومثله في كلام العرب كثير ، مثل : يتمطى كان في الأصل ( يتمطط ) ، فقلبت إحدى الطائين ياء . وقال الشاعر : ( يقضي البازي إذا البازي انكسر % ) .
وكان في الأصل : ( يقضض البازي ) . .
وقوله : ( ^ وانظر إلى حمارك ) قيل : فنظر إليه ، فإذا عظام بيض تلوح نخرة فركب الله تعالى العظام بعضها على بعض ، وجعله حمارا من عظام ، ثم أدخل فيه الدم ، ثم كساه الجلد ، ثم نفخ فيه الروح ، فقام الحمار ونهق ، وهو ينظر إليه ، فهذا معنى قوله : ( ^ ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ) يقرأ بقرائتين بالراء : نحييها ، وبالزاي : يركب بعضها على بعض ، من النشز ، وهو الارتفاع . .
وقوله : ( ^ ثم نكسوها لحما ) في الآية تقديم وتأخير ، وتقديرها : وانظر إلى حمارك ، وانظر إلى العظام كيف ننشزها ، ثم نكسوها لحما لنحييها .