@ 261 @ ( ^ والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ( 257 ) ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال ) * * * * .
وقوله : ( ^ والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ) أي : من الإسلام إلى الكفر . .
فإن قال قائل : كيف يخرجونهم من الإسلام ولم يدخلوا فيه ؟ قيل : هو في قوم من المرتدين خاصة . .
وقيل : هو على العموم ؛ وذلك أنهم لما عدلوا وصرفوا عن الإسلام ؛ فكأنهم أخرجوا عنه ، يقول الرجل لغيره : أخرجتني عن صلتك ، أي : لم تعطني ، ولم تصلني . .
وقوله : ( ^ أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه ) معناه : هل انتهى إليك خبر الذي حاج إبراهيم وهو نمروذ ؟ قاله قتادة . .
وهو أول من تجبر في الأرض وادعى الربوبية . والمحاجة : المجادلة ، ثم بين المحاجة في سياق الآية . .
قوله : ( ^ أن آتاه الله الملك ) أي : كانت تلك المحاجة في الربوبية من نظر الملك وطغيانه . .
وقوله تعالى : ( ^ إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت ) وفي القصص : أن الناس قحطوا على عهد نمروذ ، وكانوا يتمارون من عنده الطعام ، وكان إذا أتاه الرجل في طلب الطعام يسأله من ربك ؟ فإذا قال : أنت ، باع منه الطعام ، فجاء إليه إبراهيم فيمن جاء يمتار الطعام ، فقال له نمروذ : من ربك ؟ قال : ربي الذي يحيي ويميت ، فأشغل بالمحاجة ولم يعطه شيئا ، فانصرف عنه إبراهيم ، ومر بكثيب من الرمل ، فملأ منه الجواليق تطييبا لقلوب أهله ، فلما بلغ منزله فإذا فيه الدقيق .